جنون العظمة حين يعارض بنعبد الله أخنوش ويمنع المعارضة داخل حزبه.

abdelaaziz610 سبتمبر 2025Last Update :
جنون العظمة حين يعارض بنعبد الله أخنوش ويمنع المعارضة داخل حزبه.

جنون العظمة حين يعارض بنعبد الله أخنوش ويمنع المعارضة داخل حزبه

 

بحبر عزيز الدروش

 

 

 

في مشهد عبثي يعكس قمة التناقض السياسي، يطل علينا نبيل بنعبد الله، الأمين العام الغير الشرعي لحزب التقدم والاشتراكية، لينتقد سياسات رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويتحدث عن الفساد و تضارب المصالح وأشياءأخرى، وسوء التدبير، وانعدام العدالة الاجتماعية… وكأننا أمام رجل معارض شجاع، يدافع عن مصلحة الوطن والمواطنين.

*وتجدر الإشارة إلى أن عزيز أخنوش كان حليف نبيل بن عبد الله أكثر من 20 سنة.*

 

لكن، لنكن واقعيين: كيف يمكن لمن لا يقبل مجرد رأي مخالف داخل حزبه أن يكون ديمقراطيًا أو مدافعًا عن الإصلاح في البلاد؟

كيف يمكن لمن كمّم أفواه الرفاق و جعلهم كالقطيع بسبحون بحمد الزعيم الأبدي، وأقصى الأصوات النزيهة و المنتجة و المستقلة، واحتكر القيادة لولايات متتالية او للأبد، أن يتحدث عن التناوب، والمحاسبة، والشفافية؟!

 

الازدواجية في الخطاب:

 

نبيل بنعبد الله يتقمص دور المعارض في العلن، لكنه في الداخل يتصرف كحاكم استبدادي صغير *لا حول ولاقوةإلاباللهالعليالعظيم*.

يرى في أي نقد داخلي تآمرًا، وفي أي محاولة للإصلاح خيانة لمشروعه الابدي.

يريد حزبًا يُصفّق له، لا يُحاسبه.

يريد رفاقًا يُبايعونه مرة كل خمس سنوات او مرة للأبد، ولا يُعارضونه.

 

جنون العظمة السياسي

 

تصرفات الرجل لم تعد تُفسر فقط بالتحكم أو الخوف من المساءلة، بل باتت تلامس حدود جنون العظمة، حيث يعتقد أنه الوحيد القادر على قيادة الحزب، وأن المساس بموقعه مساس بالحزب نفسه. يضع نفسه فوق المؤسسات، وفوق الديمقراطية، وفوق كل المعايير الأخلاقية والسياسية.

 

المعارض المزيف:

 

هل يُعقل أن يعارض رئيس حكومة مُنتخب، بينما يُقمع داخل حزبه كل من يحاول معارضته أو تصحيح المسار؟

أليس هذا دليلاً على أن المعارضة الخارجية ليست سوى مسرحية تُغطي على الاستبداد الداخلي؟

 

أزمة حزب… أم أزمة رجل؟

 

ما يعانيه حزب التقدم والاشتراكية اليوم ليس فقط أزمة تنظيم أو تراجع جماهيري، بل هو نتيجة مباشرة لأزمة قيادة، وأزمة قيم، وأزمة شخص يُريد اختزال الحزب في اسمه، والتاريخ في ولايته، والنضال في خطابه.

 

 

 

 

الختام:

 

من أراد إصلاح الوطن، فليبدأ بإصلاح بيته.

ومن أراد معارضة الفساد، فليُطهر حزبه أولًا.

فلا يُمكن لمن يعيش التسلط داخل حزبه أن يُقنعنا بأنه مناضل ضد الاستبداد على صعيد الدولة.

إنه التضليل في أقبح صوره، والعبث السياسي في أقصى درجاته.

من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء.

 

عزيز الدروش

محلل وفاعل سياسي


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading