مع كل موسم شتاء، تعود أزمة الاختناق المروري لتخيم على الطريق المؤدية إلى منتجع أوكايمدن، حيث تتحول رحلة الاستمتاع بالثلوج والمناظر الطبيعية إلى معاناة حقيقية للزوار والساكنة على حد سواء. ورغم الرواج السياحي الكبير الذي تعرفه المنطقة خلال فترات الذروة، ما تزال القمة الثلجية رهينة منفذ طرقي وحيد، في وقت تؤكد فيه أصوات محلية وخبراء في المجال أن الجغرافيا المحيطة تزخر بمسالك بديلة قادرة على إنهاء هذا المشكل البنيوي بشكل جذري.
ومن بين أبرز هذه الحلول، تبرز “الطريق المنسية” التي كانت تربط قديما بين أوكايمدن وتحناوت، مرورا بغابة كوامان ودوار تادمامت بجماعة أسني. هذا المسار، الذي يشهد العارفون بخصائصه الهندسية بذكائه وأمانه، لا يحتاج سوى لإعادة تأهيل بسيطة ليعود إلى الخدمة، خاصة وأن تصميمه الأصلي تفادى المنعرجات الخطيرة واعتمد انسيابية طبيعية تناسب التضاريس الجبلية. وإلى جانب هذا المحور، يطرح فاعلون محليون مقترحات أخرى، من بينها ربط أوكايمدن بأسني عبر وادي أمنان ومنطقة أسرتك، وكذا محور إمليل – أوكايمدن مرورا بتاشديرت، بما يخلق شبكة طرقية متكاملة تربط بين أهم أقطاب السياحة الجبلية.
ويرى متتبعون أن منطق “الطريق الواحد” لم يعد يواكب طموحات التنمية السياحية المنشودة، داعين إلى اعتماد رؤية هندسية واستراتيجية تقوم على تعدد المنافذ وتوزيع الضغط المروري. ففتح هذه المسالك لن يساهم فقط في فك العزلة عن الدواوير المجاورة، بل سيعزز جاذبية أوكايمدن، ويدعم الاستثمار السياحي، ويمنح الزوار خيارات أكثر مرونة في الولوج والمغادرة. وبين توفر المؤهلات والحلول الواقعية على الأرض، يبقى السؤال مطروحا: هل تتحرك الجهات الوصية لنفض الغبار عن هذه المسالك، أم سيظل الاختناق المروري العنوان الأبرز لكل موسم ثلوج؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

