في زمن تاه فيه جوهر السياسة، فصارت تُستعمل للارتقاء الشخصي لا للتغيير الجماعي، برزت الدكتورة مريم بورجا كاسم استثنائي داخل مدينة أولاد تايمة، بعدما اختارت الانضمام إلى صفوف حزب الأصالة والمعاصرة، حاملة معها رصيداً علمياً وأكاديميا وميدانيا قل نظيره في الساحة السياسية المحلية و الجهوية. وجودها لم يكن عاديا، بل مثل نقلة نوعية في مستوى الخطاب والطرح السياسي داخل الواقع السياسي بالمدينة و الإقليم، حيث التحقت بالعمل السياسي لا بحثا عن الأضواء، بل لإعطاء معنى حقيقي للتمثيلية، والترافع عن قضايا المدينة من موقع المعرفة والالتزام.
منذ ولوجها المشهد السياسي بمدينة أولاد تايمة، خلقت الدكتورة بورجا الفرق، بحضورها الهادئ و القوي، بعلمها الغزير ولكن المتواضع، برؤيتها التي تنبع من التجربة والدراسة، لا من حسابات انتخابية ظرفية. هي من نسيج نادر، تتحدث بلغة البحث العلمي، وتشتغل بمنهج الفاعل الميداني، وتنتمي لحزب سياسي بحجم الأصالة والمعاصرة، من اجل رسم خريطة طريقة لاخراج اولاد تايمة من الركود السياسي.
يحمل مسارها العلمي بصمة الاجتهاد والتخصص، فقد نالت الدكتوراه من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة بميزة مشرف جداً مع تهنئة اللجنة، وكان موضوع بحثها من صميم قضايا الجنوب المغربي: “منظومة الأركان والتنمية الترابية بإقليم تارودانت”. كما سبقه مسار أكاديمي طويل تخللته دراسات حول الهجرة والتنمية، والمجال البيئي، وقضايا النساء والعاملات الزراعيات.
اشتغلت الدكتورة بورجا في مناصب مهمة، من بينها تنسيق مشاريع اجتماعية وتنموية بشراكة مع مؤسسات دولية، والإشراف على مركز التكوين المهني لجمعية دارنا بطنجة، والمشاركة في إعداد مشاريع وورشات تكوينية لفائدة الشباب والنساء بمدينة أولاد تايمة، ما جعلها قريبة من واقع الساكنة، قادرة على فهم تفاصيلهم، والترافع عنهم على أسس علمية وتجريبية.
وجودها داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لم يكن صدفة ولا واجهة. بل كان ثمرة قناعة، ومشروع واضح، ورغبة في نقل السياسة من التباهي إلى الأداء، ومن الوعود إلى الإنجاز. وقد استطاعت أن تُعبّر عن هذا التوجه من خلال مواقفها، وتكويناتها، ونقاشاتها الجادة داخل المدينة.
اليوم، تمثل الدكتورة مريم بورجا وجها مشرفا للمرأة الهوارية المثقفة، وواحدة من النماذج النادرة التي توفّق بين العلم والسياسة، بين الفكر والميدان، بين الانتماء المحلي والرؤية الوطنية. ويعوّل عليها الكثير من أبناء وبنات أولاد تايمة لرفع صوتهم داخل المؤسسات، والمساهمة في التأسيس لممارسة سياسية نزيهة، تُعلي من شأن الكفاءة وتقطع مع الفساد.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


