حين انتصر الغيث وتفندة الشكوش… المغرب يرد بالفعل لا بالدعاء

النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني 

لم تكن بعض الدعوات التي سبقت الحدث بريئة كما حاول مروجوها الظهور، بل حملت في طياتها نيات سيئة لا تخفي انزعاجها من مسار مغربي واثق يشق طريقه بثبات نحو مصاف الكبار. دعوات رُفعت لا لخير، بل لعرقلة صورة بلد اختار أن يواجه التحديات بالفعل والعمل، لا بالتشكيك ولا بالانتظار.

لكن، وكما جرت العادة، كان الرد من السماء والأرض معًا. استجاب الله لدعوات الصادقين، فكان الغيث رحمة، وكان إحقاق الحق أبلغ من كل تأويل، وإزهاق الباطل أصدق من كل خطاب. ارتوت الأرض، ومعها ارتوت قلوب المؤمنين بهذا الوطن، وسقط المطر بسلاسة لم تُربك المشهد، بل زادته إبهارًا، كأنه بساط ناعم يُفرش لإظهار الجاهزية والقوة.

في تلك اللحظة، لم يكن الحدث عاديا، بل تحوّل إلى صورة رمزية تختصر الكثير. حتى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن أبى إلا أن يكون حاضرًا في قلب اللحظة، نزل تحت الغيث، شارك، حفّز، ناقش، ودحرج الكرة كما يفعل كل شاب مغربي يعشق هذا الوطن ويفتخر بإنجازاته. مشهد بسيط في شكله، عميق في دلالته، يؤكد أن الثقة في المستقبل تبدأ من الميدان.

حفلٌ امتزجت فيه كل اللغات واللهجات، جمهور متعطش للفرح، تنظيم محكم، وبنية تؤكد أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل متواصل ورؤية واضحة. هنا، لم يكن المطر عائقًا، بل شاهدًا على نجاح اختُبر في أصعب الظروف فخرج أقوى.

برافو للمملكة المغربية، برافو لكوادر المملكة المغربية الشريف وكل من اشتغل في صمت، برافو للجمهور الذي كان في الموعد، وبرافو للاعبين الذين حملوا الرسالة داخل الملعب. هكذا يرد المغرب: بهدوء، بثقة، وبأفعال لا تحتاج إلى كثير كلام.