في رسالة مفتوحة الى محمد نبيل بنعبد الله، الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وجهها اليه محمد خوخشاني، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية سابقا، قال خوخشاني انه ومنذ تولي نبيل بنعبد الله قيادة الحزب سنة 2010، تحول حزب التقدم والاشتراكية من فضاء جماعي للنقاش والتداول إلى بنية هرمية يتحكم فيها القرار الفردي، حيث غابت روح العمل الجماعي، التي ميزت الحزب خلال فترات الراحل علي يعته، وإسماعيل العلوي، أطال الله عمره، وتقلصت آليات التشاور داخل المؤسسات الحزبية، بل أصبحت القرارات الجوهرية تتخذ في غياب النقاش الحقيقي، أو بعد مشاورات شكلية لا أثر فعلي لها.
وأضاف عضو المكتب السياسي السابق للتقدم والاشتراكية في رسالته المفتوحة، ان الحزب عرف خلال ولاية بنعبد الله سلسلة من قرارات الطرد والإبعاد، التي طالت عددا من المناضلين المخلصين، لمجرد أنهم عبروا عن آراء مخالفة، والأخطر من ذلك، تم تجاهل أحكام قضائية نهائية أمرت بإعادة هؤلاء المناضلين إلى صفوف الحزب، في تجاوزٍ واضح للقانون والأعراف الديمقراطية، التي طالما دافع عنها الحزب نفسه.
وأكد خوخشاني تراجع الخط الفكري للحزب، حيث تخلى عن التحدث بلغة الاشتراكية الديمقراطية، وحتى عن المشاريع المجتمعية الكبرى، التي ساهمت في تتويجه بروح تعطيه المصداقية وسط الساحة السياسية، مشيرا في الرسالة نفسها “لقد حلت الانتهازية السياسية محل الالتزام الفكري، وانحرف الحزب عن مساره التاريخي القائم على النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة”.
وأفاد محمد خوخشاني أن سياسة بنعبد الله، أدت إلى إضعاف تدريجي للحزب على المستويين التنظيمي وايضا الانتخابي، ففي الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة يضيف، صاحب الرسالة المفتوحة، تبين بوضوح حجم التراجع في الحضور السياسي والتنظيمي، نتيجة غياب رؤية واضحة، وغياب تجديد حقيقي للنخب السياسية، وانقطاع الجسور مع فئة الشبا،ب التي كانت تمثل اساس وعماد الحزب ومستقبله.
وفي اخر الرسالة نبه خوخشانب انه “ما زال الأمل قائما لتصحيح المسار، شرطَ أن يتم الاعتراف بأخطاء الماضي بكل شجاعة..إن الحزب في حاجة إلى قيادة جماعية حقيقية، تقوم على الشفافية والإصغاء والحوار الداخلي الصادق، فالتاريخ لا يرحم، وسيسجل من كانت له الجرأة على إفساح المجال لجيل جديد من المناضلين، مخلصين لفكر التقدم والاشتراكية وللقيم الوطنية الديمقراطية الأصيلة “.
وقال خوخشاني ايضا، موجها خطابه لنبيل بنعبد الله: “أدعوكم، السيد الأمين العام، إلى التأمل بعمق في المسؤولية التاريخية التي تتحملونها، ألا وهي إنقاذ الحزب من الاختناق الداخلي، وتمكينه من استعادة مكانته الطبيعية كقوة فكرية وسياسية مستقلة وفاعلة..لقد آن الأوان لترك لغة التبرير والاكتفاء الذاتي، والتحلي بقدر من التواضع السياسي والانفتاح الديمقراطي” .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.