عزيز الدروش
يُعقد المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم الجمعة المقبل، في ظل أزمةٍ أخلاقية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، تؤكد أن الحزب الذي كان يوماً ضمير الأمة يعيش اليوم مرحلة الاحتضار السياسي و أخلاقي.
لقد تحوّل الحزب من مدرسة فكرية و سياسية ونضالية إلى هيكل مغلق تديره الولاءات الشخصية، وتتحكم فيه عقلية الزعامة المطلقة التي تجهز على ما تبقى من الديمقراطية الداخلية. فالمؤتمر المرتقب ليس محطة تجديد، بل مسرحية لإعادة إنتاج نفس القيادة ونفس الخطاب، وسط صمت القواعد وتواطؤ الإعلام.
أزمة الاتحاد الاشتراكي اليوم ليست في الأشخاص فحسب، بل في غياب المشروع السياسي والفكري الذي ميزه تاريخياً. لم يعد الحزب قادراً على طرح بدائل حقيقية أو الدفاع عن قضايا الشعب، بل أصبح جزءاً من مشهد سياسي يطغى عليه الركود والتكلس.
كما أن الدولة والإعلام يتحملان جزءاً من المسؤولية في هذه الجريمة البشاعة في حق ماتبقى بما يسمى العمل السياسي ، لأن التسامح مع هذا النوع من المسرحيات السياسية هو تواطؤ مع قتل السياسة ذاتها، وإفراغ العمل الحزبي من محتواه.
> إن الحقيقة المؤلمة هي أن الاتحاد الاشتراكي مات سياسيًا،
أن تكريم الميت لا يكون إلا بدفنه بكرامة.
من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى
عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.