السينما هى مرآة المجتمع ،التي تعكس ثقافة ورقي بقعة جغرافيةفي العالم ، من تقدم او العكس في تدني وتدهور شعب وتغيير سلوكياتة ، فهي النافذة التي يراك منها العالم الخارجي ، لقد كانت مصر رائدة في صناعة السينما في الشرق الٱوسط وفي قارة افريقيا، وقد استطاعت السينما المصرية ٱن. تنافس في المهرجانات الدولية ،وتحصد بعض الجوائز العالمية ، وكان لدينا فنانيين عظماء ساهموا في اثراء العمل السينمائي العالمي في فيلم لورانس العرب ،وتشي جيفارا ،لعمر الشريف والناصر صلاح الدين ،وفيلم الرسالة ،والمومياء لشادي عبد السلام ، وفيلم الٱرض ،واسطورة نهر الحب ،وثرثرة فوق النيل ،وبداية ونهاية ،وثلاثية نجيب محفوظ ،والحرام ، ودعاء الكروان ، والٱخوة الٱعداء،والمصير ، والمهاجر وسواق الٱتوبيس والكرنك ،واحنا بتوع الٱتوبيس وشيء من الخوف،والسمان والخريف ، واللص والكلاب ،وقنديل ام هاشم ، وذقاق المداق والكثير ، وغيرهم مارالت،محفورة في اذهان الشعوب العربية ،، لقد كان الفن المصري يمثل القوة الناعمة لمصر خارج حدودها الجغرافية وكان الفن المصري ،من الغناء يمثل سفراء لنا تعلم العرب اللهجة العامية المصرية من الغناء والٱفلام المصرية،وكانت القاهرة هي المنارة والمحطة الٱولي لإنطلاق اي موهبة عربية من عاصمة الفن العربي ،وبعد حرب اكتوبر عام 73 وبدٱ عصر الإنفتاح وتراجع دور. الد.ولة عن دعم السينما وفتح الباب علي مصرعية ،فمنذ سنوات طالب
السينمائيون بتدخل الدولة لحماية صناعة السينما في مصر وبحث العوائق التي تواجه هذه الصناعة والتي تتمثل في جوانب تشريعية وادارية أدت الي تعثرها وعدم قدرتها علي النمو بقوة في السوق المحلي وكذلك علي المنافسة في الأسواق الخارجية، واعتمدت الدولة علي
مشروع مدينة الٱنتاج الإعلامي ،ولكن المشروع لم يحقق التطور المهني لصناعة السينما الحديثة لتواكب العصر وقد فشل كثير من الفنانيين في مغامرة الدخول في الإنتاج بسبب الخسارة الكبيرة ، وبدٱت السينما تعتمد علي الربح في تقديم اعمال هابطة ،في غياب نص جيد والإعتماد علي مواضيع تثير نوع ،من الإشمئزاز الإثارة الجنسية والبلطجة للمشاهد العربي ،ففي خلال هذا الشهر عرض فيلم” اصحاب ولا ٱعز ” الذي اثارة حالة من الغضب والجدل علي شبكات التواصل الإجتماعي ،.وٱن قصة الفيلم ليست بها معاير الحفاظ علي العادات والتقاليد وتخدش الحياء داخل المجتمع المصري ، من دعارة ومثلية جنسية في داخل السيناريو كانت واضحة بشكل كبير رغم هناك افلام تعرضت لذلك في سيناريوهات وبدون اثارة جنسية ، فيلم “قطة علي نار” ، وعمارة يعقوبان ، لمثلي الجنس ، في دور محبك ،بدون الوقوف عند الشخصية
. وفيلم الحرام لقصة الكاتب يوسف ادريس عالجة ذلك في الخطيئة والحرام لطائفة من الشعب من التراحيل او الغرباوية في الاعتداء علي عزيزة في حقول القطن والحمل الحرام ،في عصر الإستعباد قبل ثورة يوليو من المهمشين ،وكذلك دعاء الكروان ،من استغلال فقر الخادمة هنادي واختها ،مع مهندس الري احمد مظهر ،وفي “بداية ونهاية “وكذلك فيلم السمان والخريف ، وغيرها من جواهر السينما المصريه الباقية حتي الٱن ،
والكثير ولكن كانت تدور حول الجريمة والعقاب والظروف التي ساعدت علي ارتكاب الخطيئة او الإنحراف .والعكس يقدم العمل الفني الجانب الٱخر من حياة الدنيا بما فيها من خطايا وفضائل ، من مشاكل وحلول ، من صراعات بين الخير والشر ، وأي عمل فنى سينمائى أو مسرحى يقدم لنا العالم كما هو بشروره و فضائله،فالقاهرة 30 تنقل لنا فترة زمنية ، استطاع الفن المصري ٱن يجسد، رائعه الكاتب” نجيب محفوظ ” الثلاثية وكذلك كان لدينا كتاب ومبدعون امثال ،توفيق الحكيم ،واحسان عبد القدوس ، ويوسف ادريس ،وثروت اباظة ،ويوسف السباعي ، وغيرهم من عظماء الكتاب والأدباء مما أثرو السينما وما زالت تحيا بداخلنا حتى الآن وفنانون مبدعون ابدعوا فى أداء أدوارهم تعد أفلامهم نبراثا يحتذى به فى عالم السينما المصرية والعربية ،
كذلك منذ سنوات عرض فيلم للمخرج المغربي (نبيل علوش )تحت عنوان “الزين اللي فيك ” وقد خرجت المظاهرات لمنع عرض الفيلم الذي يتعرض لعمليه هجرة الفتيات المغربيات الي اوروبا والعمل في الدعارة ،وقد اثير حالة من الغضب داخل المجتمع المغربي رغم ما قالة بعض النقاد انها حالة “المسكوت عليها” الذي استطاع المخرج ان يفجرها في عمل سينمائي، وقد عرض الفيلم في تونس وحقق ايرادات كبيرة ، وغيرهم من الكثير والكثير مما لهم بصمات واضحة فى تاريخ السينما المصريه والتى وصلنا بها الى العالميه ، فيلم المهاجر ،والمصير للمخرج يوسف شاهين الذي رشح فيلم المهاجر من افضل مائة فيلم في العالم في القرن المنصرم ، بتقييم النقاد العالميين !! فمعظم الٱفلام القديمة ساهموا في
الإنتاج بفنانيين عظماء يعرفون معني الفن ٱمثال الفنانة( ٱسيا والفنان محمد فوزي) مما ساهم فى ظهور هذه الأفلام إلى النور ،وكان في الحقل السينمائي اجانب عاشوا علي ارض المحروسة مؤمنيين. بٱعمال عظيمة من التصوير والديكورات ، ٱما الٱن
فنانون لا صلة لهم بالفن مؤدون فقط وقصص لا تعرف لها بدايه من نهايه ولا تعرف ما القضيه التى تخاطبنا بها
وموسيقى ليست لها اى صله بالمشهد ومخرجون لا أدرى من الذى وضع أمامهم الكاميرات ومنتجون ليس لهم صلة بالسينما الإ غسيل ٱموالهم اساءوا للفن المصرى ،
إن السينما المصريه القديمه ، كانت ارقى وأبدع من سينما اليوم كان لها عمالقه يعرفون قيمة الفن الآصيل ويقدمونه بأسلوب يرتقى للمشاهد المصرى والعربى ،من إخراج ،وفنانون ،وإنتاج ،وكتاب وصلوا الي العالمية بٱعمالهم ، لقد انتشرت فوضي عارمة في نشر قصص ،وروايات ليس لها من الآدب صلة ويطلقون علي ٱنفسهم كتاب ،
لهذا نجحت تلك الأفلام حتى يومنا هذا ومازالت تعرض وعليها اقبال مشاهده حتي الٱن عالية ، وبعد الجدل والإثارة حول “فيلم اصحاب ولا وٱعز “فقد تدخل الآزهر في إصدار فتوي
أصدره مركز الفتوى العالمى للأزهر، . “إن الضمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المستنير الواعى الذى يبنى الأمم و يحسن الأخلاق و يحقق أمن و استقرار المجتمعات…و أن التمرد على الفضيلة و التنكر لقيم المجتمع السوية بمخططات و حملات ممنهجة ليست حرية أو تحررا أو إبداعا بل هو إفساد و اضعاف للمجتمعات ، و غمس لها في أوحال الرذيلة ..وقد صرحت الدكتورة “إلهام شاهين” ، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث وطالبت برفع دعاوي قضائية علي الفيلم ، يجب علي الدولة التدخل السريع لحماية صناعة السينما ،، والبحث عن حلول ودراسة ما وصلنا إليه من تدنى المستوى ،لقد اصبحت مصر بعيدة كل البعد الٱن من السينما العالميه، كما يجب معالجة هذه الظاهره للعوده الى الساحه العالميه والزمن الجميل !! ،
“محمد سعد عبد اللطيف ”
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية “
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.