كلمة الدبلوماسي المغربي بالديار الايطالية عبر تقنية زوم للجالية المغربية

voltus17 يناير 2022آخر تحديث :
كلمة الدبلوماسي المغربي بالديار الايطالية عبر تقنية زوم  للجالية المغربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بداية اشكر هذا الحضور الكثيف في هذا اللقاء الافتراضي وخصوصا رؤساء واعضاء المجتمع المدني كما ارحب بهاته الوجوه الشابة التي سعدت برؤيتها واتمنى ان تكون حاملة لمشعل تنمية وتطور الوطن والذود عن هويته وحضارته وقيمه وحدوده . والمغرب في حاجة الى هذه الكفاءات المغربية المهاجرة من اجل تنمية شاملة ومندمجة.
مشاركتكم ايضا دليل على تشبثكم بمغربيتكم وتعلقكم العميق وارتباطكم المتين بالوطن وبالعرش العلوي المجيد. وكما قلت سابقا ان مثل هذه المناسبات جد مهمة في تعزيز الهوية وترسيخ قيم الانتماء لدى أبنائنا في المهجر خصوصا وانكم سفراء الشعب المغربي بجنوب ايطاليا وما تمثلوه من قيم واخلاق وتعامل واندماج واحترام للشعب وللدولة الايطالية. وانا جد سعيد بسمعة الجالية المغربية لدى جميع السلطات المحلية التي زرتها ؛ فواصلوا على هذا الدرب الآمن وفقكم الله.

واكرر اعتذاري واسفي على عدم تنظيم القنصلية المتنقلة الى باري والحفل الحضوري الذي كانت تعتزم تنظيمه الجمعيات ببوليا والذي كان منتظرا ان يكون في مستوى يليق بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال .
فهذه الذكرى تؤرخ لحدث تجسدت فيه قوة والتحام العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي الابي دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل الزاهر
والتي تعد حدثا محوريا ونوعيا في مسيرة ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
منذ فرض الحماية على المغرب، لم ينعم المستعمر بالراحة والامن والسلام على مدى حوالي 40 سنة. فالتلاحم المتين بين العرش والشعب واباء وعزة وشجاعة المغاربة تكسرت على اسوارها احدث اسلحة المستعمر فتكا، العسكرية منها والمدنية. فلما فشل جيشه في تطويع المغاربة بقوة السلاح لجأ الى محاولة يائسة لتفريقهم عربا وامازيغ،  بفرض ما سماه بالظهير البربري سنة 1932 والذي واجهه المغاربة باللطيف واسقطوه. ثم كانت زيارة التحدي التاريخية للمغفور له السلطان محمد الخامس الى طنجة سنة 1947 . ثم تطور كفاح الملك والشعب في رفض الاحتلال وتشديد المطالبة بجلائه فعمد الى نفي السلطان محمد الخامس في 20 غشت `1953 فكانت الشرارة التي نشرت الثورة كالنار في الهشيم فعجلت بكسر يدا المستعمرين وارجعت صاغرة السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه الى وطنه واعلان الاستقلال في 18 نونبر 1956.
وبنفس هذه الروح الطيبة الحرة استمر التاريخ المعاصر للمغرب مع الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ببناء الدولة العصرية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والقانونية والبنية التحتية وعلى رأسها السدود والمواصلات البرية والبحرية والجوية من طرق وطنية وسيارة وموانئ عملاقة ومطارات شملت جميع الجهات للمملكة وصناعات متنوعة في المجالات الدقيقة، وذلك ضمن رؤية استشرافية مندمجة للعرش العلوي المجيد لتحقيق التنمية الشاملة . كانت تلك المنجزات بالموازات  مع مواصلة الكفاح من أجل إستكمال الوحدة الترابية بما فيها تلك الملحمة الخالدة للمسيرة الخضراء التي جسدت مرة أخرى هذا التلاحم العظيم بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي بكل مكوناته.
أن المغرب اليوم يعيش في ظل عهد جديد وبنفس الروح  المتجددة يستلهم مرجعياته أيضا من هاته الذكرى، وتحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله يواصل المغرب السعي من أجل تحصين الوحدة الترابية وإذكاء مسار التغيير والاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية، وكذا بناء موقع متميز لتجربة مغربية اصبحت تشكل نموذجا في المنطقة بضمان شروط الاستقرار وإرساء نموذج تنموي مندمج ومنفتح على غنى وتعدد مكونات الشعب المغربي، في إطار ديموقراطية حية.

أن دستور سنة 2011، الذي يقر بالتعددية الثقافية والسياسية، يعتبر نتيجة أيضا لتلك الدينامية المتميزة لبناء توافقات وطنية للتقدم السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي.
فإن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تمت أجرأتها منذ أوائل عام 2000 تضع الانسان دائمًا على رأس أولوياتها. وكمثال على ذلك ، فإن إدارة أزمة الوباء التي قام بها المغرب والتي جعلت منه نموذجا عالميا والتي تحققت بفضل الرؤية الانسانية والاستشرافية والطلائعية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تكريس سبيل المملكة نحو الحداثة والتنمية المستدامة.

انجازات عظيمة اخرى تحققت في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وعلى رأسها ما تحقق للقضية الوطنية من اعتراف امريكي وخليجي والجامعة العربية وافتتاح اكثر من 24 قنصلية اجنبية في الداخلة والعيون، ناهيك عما تحقق على المستوى الدولي والاممي وعلى رأسها قرارات مجلس الامن وخصوصا القرار رقم 2602.

إن هذه الذكرى تشكل مناسبة لاسترجاع ذاكرة النضال الوطني من أجل التحرر والاستقلال والوحدة الترابية وبناء الدولة العصرية، وما تميزت به هاته المرحلة من تلاحم قوي وثيق بين العرش العلوي المجيد والحركة الوطنية والشعب المغربي الوفي لملكه ووطنه في ظل مناخ دولي متغير، وعلى أرضية اختيار المملكة الانضمام إلى صف العالم الحر للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية وسيادة الدول.
تحمل هذه الذكرى ايضا معنىً فريدًا ومميزًا للأمة المغربية لأنه يعكس تاريخها العريق والتزامها الراسخ من أجل الوحدة والحرية والاستقلال.

إن 11  يناير 1944 كان في الواقع موعد مفصلي للمغاربة ونقطة تحول سياسية في تاريخ المغرب حيث اجتمع 66 رجلاً وامرأة ومن مختلف الاعمار من الحركة الوطنية المغربية للتوقيع على هذا البيان مطالبين بالاستقلال الكامل والسيادة التامة على البلاد. وقد كان هذا البيان المشروع اوضح تعبير عن رفض المغاربة، ملكا وشعبا، الاستمرار في العيش تحت “حماية” الاستعمارين الفرنسي والإسباني .
هؤلاء القادة ، ممثلو الشعب المغربي في البوادي كما في الحواضر ، كانوا في تلاحم قوي  حول الاب الروحي لاستقلال المغرب وأحد القادة العظام المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ، الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه.
إن تخليد هذه المناسبة هو تذكير حي لنا وللاجيال الصاعدة واللاحقة بأن معنى الحرية متجذر بعمق في الوعي الجماعي للمغاربة. والتاريخ هو جزء اساسي من  هوياتنا المتعددة التي تميز مملكتنا ذات 12 قرناً من الوجود، لم تتنازل عن حرًيتها واستقلالها وسيادتها وفخرها . إننا كمغاربة نعتز  بتاريخنا ولا ننسى ابدا شجاعة ووطنية واستماتة اسلافنا ووحدتنا وتطلعنا المشترك الى المستقبل الزاهر تحت قيادة العرش العلوي المجيد وبشعار الله الوطن الملك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading