المكتب النقابي ينعى السائق محمد مجداوي شهيد القهر والضغط والاستغلال، كما يدعو لتكثيف وتوسيع التضامن العمالي حتى تحقيق المطالب العادلة وتحسين ظروف العمل اللائق ومحاسبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن هذه الفاجعة وتوفير كافة الضمانات لمنع تكرارها.
على إثر وفاة السائق محمد مجداوي يوم الخميس 30/12/2021 حوالي الساعة 4 صباحا على مقربة من مكان سكناه وهو متوجه إلى عمله ويرتدي بدلة العمل، حيث سقط إثر تعرضه لأزمة قلبية لم تتركه حتى فارق الحياة، مع العلم أنه لم يكن يعاني من أي مرض او يشكو من أي مشكل صحي منذ التحاقه بالشركة سنه 2012. فظروف العمل الجد مرهقه والصعبة التي يشتغل فيها مستخدمو الشركة وبالخصوص السائقين قد جعلته يعاني من مرض مهني كما هو الحال عند عديد من السائقين، وفور توصل الإدارة بشواهد طبية تبين عجزه وعدم قدرته على مواصلة مهامه كسائق بدأت الإدارة في ممارسة الضغوطات النفسية والمهنية عليه بتواطؤ مع مصلحة طب الشغل بالشركة، وفرضت عليه الاستمرار في سياقه الطرامواي رغم توفره على شواهد طبيه تؤكد على أن حالته الصحية لم تعد تتحمل ضغوطات ومشاكل سياقة الطرامواي. وقد ظهر ذلك واضحا ومتعمدا عندما تم إجباره على العمل بين الرابعة والخامسة صباحا لمدة شهرين تقريبا علما أن كل السائقين يشتغلون بنظام التناوب.
إن المكتب النقابي قد دق ناقوس الخطر في الكثير من المناسبات لجميع الجهات الوصية على أن ظروف العمل تعد قاهرة ولا يمكن تحملها وان الطريقة التي تتعامل بها مصلحة طب الشغل بالشركة ليست مهنية وتخضع لمنطق التوصيات والتعليمات التي تملى عليها.
إذ نقدر فداحة هذه الخسارة الإنسانية وهي الخسارة الثالثة التي وقعت في الشركة وبنفس الطريقة، ونعبر عن تعازينا الحارة لأسرة الفقيد وعن تضامننا المطلق مع جميع المستخدمين والمستخدمات خصوصا الذين يعانون من الأمراض المهنية.
نعتبر الفقيد ضحية أخرى للقهر والاستغلال البشع الذي تسلطه الشركة مستفيدة من تواطؤ مختلف السلطات الموكل لها فرض التقيد بقانون الشغل والحماية الاجتماعية وكذلك من الموقف المتفرج للسلطات العمومية والسلطات الوصية.
وبهذه المناسبة الأليمة ندعو كل المتدخلين إلى تحمل مسؤولياتهم من أجل الحفاظ على استمرار هذه الخدمة العمومية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.