بين المغرب وفرنسا، نشأ وترعرع، وكبرت أحلامه بين التحصيل في التاريخ والموسيقى والبحث الاركيولوجي والتحليل اللامتناهي في مجالات عشقها واثارت اهتمامه حتى النخاع… الباحث والكاتب والشاعر والموسيقى والمغني، علاوي بنسعد، او المفرد بصيغة الجمع، يكتب بطقوس خاصة ويعزف على اوتار المحبة والتأمل والتألف والسكينة والأمل…وهذه من أهم الرهانات التي يعتمدها في تجربته الخاصة، اذ يجمع فيها بين كتابة الشعر والغناء والحرص على مداعبة الالحان الشجية، والمعرفة الشاملة بالمحيط والانتظارات الاجتماعية، فلا شيء يستقيم في تجربة علاوي دون كل هذه الأسس التي تمتح من مؤثرات المحيط، وهذا لأن الفن في نظره قضية مرتبطة بالانسان، بل يعتبرها، محورا له كما عبر لنا خلال لقاء مكاشفة مع جريدة”النهار نيوز المغربية”، والفنان وفقا لمنظوره، لا يمكنه الا أن ينسجم وتطلعات الجمهور/ المتلقي، الذكي ينجذب لمحتوى المنتوج الفني، كما يحترم الفن الراقي بكل أشكاله التعبيرية…
صدر لعلا ي بنسعد البوم غنائي اختار له كعنوان: (مصير اطفال الامل)
” Le Destin des enfants de l,espoir”
ويتضمن احدى عشر أغنية، تعبر عن صراعات الانسان، التي تتارجح بين التراجيديا والكوميديا مع مزجها بين السخط والأمل..وكان حريصا من خلاله على توظيف مجموعة من آليات الخطاب في لغات هي الفرنسية والإسبانية والايطالية والانجليزية.
صدر له، ايضا، ديوان شعري عنوانه هو “poème élégiaques”، والذي يجمع بين دفتيه مشاعر الحزن والحداد والحنين والمنفى الاختياري وفداحات الزمن، والهروب الى الذات بكل الامها وانشغالاتها وتخبطاتها.

كما صدر لعلاوي، كذلك، سينغل ( أغنية منفردة)، عنوانها “التمرد من أجل الحب”:( Rebel par Amour).
يعد علاوي بنسعد من بين المبدعين الشغوفين بحب المجال الأدبي، فقد درس الموسيقى والتاريخ، ويتابع دراسته لنيل الاجازة بهذا التخصص، واستهوته دراسة مجال الصحافة،
ومن بين انشغالاته الفنية، ايضا، الرقص الشرقي، ويشتغل جادا من خلال نهجه الفني على نبذ التطرف، وعلى الكوميديا والتوازنات الموسيقية الهادفة، التي ابدع فيها واحتفت بها كتجربة، مجموعة من المنابر الإعلامية، داخل المغرب وخارجه.

يشتغل علاوي بدقة على اعماله، من الفكرة حتى اخراجها الى ارض الواقع، ويتطلع باستمرار الى الافضل، يحدوه الامل دائما لتحقيق اي حلم يراوده، كما يؤمن بأهمية التبادل والحوار بين الأديان والتسامح ونبذ التطرف، كما يحث باستمرار على المحافظة على الثرات والفعل الثقافي الاصيل التابع من انتظارات المتتبعين لهذا الفعل المتميز دائما وابدا بالتفاعل الايجابي، الذي يصر على أن الثقافة هي الاصل في كل شيء حتى مجال السياسة والتطورات والتراكمات اليومية الإيجابية في أي مجتمع.
اطلع علاوي بنسعد في مساره الدراسي والفني وتبحر في الموسيقى العربية واستهوته الاوبرا بكل تلاوينها وأقسامها وتشعباتها، التي لا تنضب ابدا، بل تتجدد بفعل الدراسات و الابحاث كثرات انساني، يجدر تجديده باستمرار، والحفاظ عليه كتابيه لا مادي يورث، ويرجى الرجوع اليه في كل محطة من محطات الحياة.
لم تكن احلام وطموحات ومجهودات بنسعد عصية عليه، بل جاءت كما قال في محطات اعقبها المد والجزر، من هنا وهناك، لكنها ورغم كل الصعوبات، تحققت، وما يزال في عمله الدؤوب، في نحت هذا المسار بصدق وروية وعزيمة، على الخشبة، يبدع كل شيء في الاداء، الصوت الاخاذ والكلمات الصادقة والرنانة والايحاءات والاحتفاء بالحداثة والبحث الدائم في انشغالات الثقافة بكل ابعادها الإنسانية…
كان لألم فراق والديه، رمزية أخرى، فالمعاناة في تجربته، فجرت لديه
طاقة أكبر وعزيمة أقوى، وهذا لأن المعاناة في نظره”تولد فيصل من الابداع”. وبين الذاتي والموضوعي متلازمة قوية
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


