مطار الحسيمة بين الإنجاز والانتظار: خطوط جوية معلّقة تعمّق عزلة الجالية والساكنة.

عبد المالك بوغابة/تطوان
رغم الاستثمارات الكبيرة التي خُصصت لتوسيع مطار الشريف الإدريسي بالحسيمة، ورغم نجاح تجربة نزول طائرة ضخمة من نوع A-447 وسط تصفيق الساكنة والجالية التي رأت في ذلك إنجازًا مهمًا يعود بالنفع على المنطقة، ما تزال الحسيمة والمناطق المجاورة تعيش معاناة متواصلة بسبب ضعف الرحلات الجوية القادمة من الدول الأوروبية التي تحتضن جالية مغربية واسعة.
فرغم تعدد النداءات والمطالبات بضرورة تعزيز هذه الخطوط الجوية وإضافة وجهات جديدة من دول مثل إسبانيا، بلجيكا، وألمانيا، ما زال الملف يراوح مكانه دون أي مبادرة جادة من المسؤولين والبرلمانيين الذين يُفترض أنهم يمثلون الساكنة ويدافعون عن مصالحها.
إن هذا المطلب لا يرتبط باعتبارات سياسية أو حزبية، بل هو مطلب منطقي وواقعي يضع مصلحة المواطنين في المقام الأول. فتح خطوط مباشرة نحو الحسيمة من العواصم الأوروبية الكبرى سيُسهّل على أبناء الجالية التواصل مع أسرهم، ويعزز الروابط الاجتماعية، كما سيدعم السياحة والاستثمار ويُسهم في تنمية المنطقة.
وعليه، فإن رفع هذا الملف إلى الجهات المسؤولة التي تملك سلطة القرار أصبح ضرورة ملحّة، لأن تجاهل هذا المطلب يُعد تقصيرًا في حق الساكنة، ويُظهر ابتعادًا عن جوهر التمثيل الحقيقي لهذه المنطقة.