7 أكتوبر: من وهم النصر إلى حقيقة الانهيار

abdelaaziz68 أغسطس 2025Last Update :
7 أكتوبر: من وهم النصر إلى حقيقة الانهيار

بقلم: محمد أكن

 

منذ السابع من أكتوبر، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بأصوات تمجّد ما جرى، معتبرة إياه “أعظم انتصار للمقاومة”، ترفع الشعارات وتوزّع الصور وكأن ميزان القوى قد انقلب إلى الأبد. لكن الواقع اليوم قاسٍ وصادم؛ فقد تحوّل الحدث إلى مغامرة غير محسوبة العواقب دفعت بغزة إلى حافة الانهيار الكامل. المقاومة التي كانت تتحدث بلغة الوعيد والتحدي، باتت اليوم تستجدي الوساطات بحثًا عن مخرج يحفظ ماء الوجه. ووعود النصر القريب التي أغرق بها أبو عبيدة الشاشات ومواقع التواصل، تلاشت أمام مشهد الخراب. حتى الإعلام المموَّل، الذي ضخّم الرواية وصوّرها كـ”فتح مبين”، كان يدرك أن الثمن سيكون فادحًا، لكنه فضّل التحريض من خلف الشاشات الباردة، بينما الغزيون يواجهون الموت في الشوارع.

 

غزة اليوم في مهب الريح، على بعد خطوة من ضم قسري إلى إسرائيل، ليس فقط بسبب قوتها العسكرية، بل أيضًا نتيجة تراكم أخطاء القيادة والمقامرات السياسية التي تجاهلت سؤال:

ماذا بعد؟

المقاومة التي زعمت حماية الشعب، تحوّلت إلى احتجاز رهائن كورقة مساومة، في إقرار واضح بالعجز العسكري والسياسي. لكن الخطر الأكبر يكمن في سيناريو قد تفرضه إسرائيل: اجتياح كامل، تهجير واسع، وتدمير شامل، مع إنهاء أي شكل من أشكال الإدارة المحلية في القطاع.

 

الخاسر الحقيقي في هذه المعادلة ليس القادة الذين سيجدون ملاذًا في الدوحة أو إسطنبول، بل الشعب الفلسطيني المحاصر، الذي دفع ثمن الدم مضاعفًا: من آلة الحرب الإسرائيلية، ومن قيادة رفعت سقف الآمال حتى أوصلت الناس إلى حافة اليأس. النتيجة المرة: قضية تتآكل، أرض تُبتلع، وذاكرة تُشوَّه حتى تغدو المقاومة في نظر كثيرين مغامرة فاشلة بدل أن تكون رمزًا للتحرير.

 

ويبقى السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه على كل صاحب عقل: من المستفيد الفعلي من السابع من أكتوبر؟ الشعب الذي فقد بيته وأرضه، أم الأطراف التي استثمرت الدماء في مساومات إقليمية وصفقات خلف الكواليس؟


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading