بقلم هشام الدرايدي
يخيم صمت خطير على مستقبل مليوني فلسطينية وفلسطيني تتهاوى أصوله وفروعه بالمئات يوميا كأوراق شجر في فصل خريف تحت وطأة آلاف الأطنان من قنابل ومتفجرات جيش الاحتلال التي دكت ولازالت تدك لليوم السادس كل القطاع، مستهدفة الأبرياء من النساء والأطفال نزحوا من أحياء دمرت فوق رؤوس ذويهم، إلى أحياء أخرى كانت ميعاد حتفهم المؤجل، في حرب إبادة ممنهجة من آلة الموت الفتاكة التي يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصلت القطاع نارا تلظى، لا تبقي ولا تذر.
ولم يتوقف العدوان الصهيوني عند حدود بيع الموت للفلسطينيين بدك دورهم فوق رؤوسهم، بل تمادى الأمر إلى انتهاك القوانين والمواثيق الدولية، وارتكاب جرائم إنسانية في حق مواطنين عزل، ومحاصرتهم في القطاع، ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية، وقطع الكهرباء والماء، لدفعهم إلى الموت بكل أشكاله وأنواعه، معلنا عن تصفية القضية الفلسطينية التي صمدت لـ 75 سنة مطالبة بإنهاء الاحتلال في أيام قلائل، ومحو الذاكرة العربية من شيء اسمه فلسطين، والذاكرة الإسلامية من أرض مقدسة كانت مسرى الرسول، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين.
مخطط صهيوني بمباركة غربية مفاده دق آخر مسمار الاحتلال الإسرائيلي في ما تبقى من رقعة في الأرض الفلسطينية المغتصبة، وتشريد أهلها المكلوم وأمهاته الثكلى المثخمة بجراح فقدان فلذاتها بدول الجوار كلاجئات فارات من أتون حرب لن تضع أوزارها إلا بعد حرق آخر فلسطيني يدب فوق أرض المقدس، أو إخراجه من طرقات تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن سبل لفتحها وقطع تذكرة لهم عبرها بذهاب دون عودة، وقتل آخر أمل في بقاء دولة اسمها فلسطين بعد نجاح الغرب في تنويم الضمير العربي وإخراس أفواه كانت بالأمس القريب تصدح بنصرة المقدس والعروبة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.