متابعة : رحال الأنصاري
في محطة فارقة من تاريخ الكرة الطنطانية، نجح نادي الصداقة الرياضي بطانطان في تحقيق الصعود إلى القسم الأول هواة – شطر الجنوب، قبل خمس جولات من نهاية الموسم، في إنجاز غير مسبوق يعكس العمل الجاد والمنهجي داخل الفريق تحت القيادة التقنية للإطار الوطني أحمد شكوك، أحد أبناء المدينة وعميد سابق لفريق نهضة طانطان.
النتائج التي حققها الفريق هذا الموسم لا تدع مجالًا للشك في أحقية هذا الإنجاز، حيث خاض النادي 25 مباراة، حقق خلالها 15 انتصارًا و9 تعادلات، مقابل هزيمة واحدة فقط خارج الديار أمام أولمبيك كلميم. وتمكن الفريق من تسجيل 37 هدفًا، فيما استقبلت شباكه 19 هدفًا، ليختتم الجولة 25 برصيد 54 نقطة، ضامنًا بذلك بطاقة الصعود بشكل مبكر ومستحق.
هذا الصعود يُعد ثمرة لمجهود تقني وتكتيكي متميز قاده المدرب أحمد شكوك، والذي رسّخ انضباطًا واضحًا في أداء المجموعة، وأبرز قدرة الأطر المحلية على تحقيق نتائج كبيرة متى أُتيحت لها الإمكانيات والثقة. وتجدر الإشارة إلى أن المدرب لحسن شكوك، شقيق أحمد، كان بدوره قد قاد الفريق إلى الصعود من القسم الشرفي قبل موسمين، ما يعكس دينامية متواصلة داخل الطاقم التقني لعائلة رياضية متجذرة في طانطان.
ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الاستراتيجية التي أطلقتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بشراكة مع العصب الجهوية، في مجال تكوين الأطر بالأقاليم الجنوبية. فقد كان لتدخل أطر ذات كفاءة وطنية عالية مثل المامي السملالي، الحسين عموتة وفتحي جمال دور محوري في تأهيل وتطوير الكفاءات المحلية. والدليل العملي على ذلك أن الأندية الثمانية الأولى في ترتيب بطولة الهواة – شطر الصحراء، يشرف عليها أطر تخرجت من هذه البرامج التكوينية.
إن صعود نادي الصداقة بطانطان لا يمثل فقط تتويجًا لموسم ناجح، بل هو أيضًا انتصار لنهج تشاركي يراهن على الكفاءات المحلية ويعزز حضور الأقاليم الجنوبية في المشهد الكروي الوطني. كما يوجه رسالة صريحة مفادها أن أبناء الصحراء قادرون على تحقيق التميز عندما تُمنح لهم الثقة.
بهذا الإنجاز، يكون أحمد شكوك قد خطّ اسمه ضمن أبرز الأطر الصاعدة في الساحة الوطنية، وأثبت أن النجاح لا يرتبط بالمركز أو الميزانية، بل بالإيمان بالمشروع، وبالعمل القاعدي المستمر.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.