بقلم: عبد الله أيت شعيب.
ورزازات، في 6 ابريل 2025.
أكتب هذه الكلمات بكل صدق، وبعد تفكير طويل، وبمساهمة فكرية مشكورة من الذكاء الاصطناعي ChatGPT، الذي استعنت به لترتيب أفكاري وصياغة هذا المقال بما يليق بوجع أعيشه ويقين أحمله.
في زمن السوشيال ميديا، أصبح كل واحدٍ منا “ناشطاً”، “مثقفاً”، “محللاً سياسياً”، بل حتى “مناضلاً وطنياً” بلمسة إصبع وصورة جذابة، وكأننا بإعجاباتنا وتعليقاتنا نُحرر الأوطان ونبني الحضارات! لكن الحقيقة المرة أن هذا “النضال الافتراضي” غالباً ما يكون صراخاً في الفراغ… لا يُسمع إلا صداه.
نعيش اليوم في عالم تحوّلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات يعرض فيها كلٌّ بضاعته: هذا ينشر صورة، وذاك مقولة، وآخر يتحدث عن القيم والوطن والدين والحرية…
ولكن، بصراحة مؤلمة، قليلون هم من يقرؤون، وأقلّ منهم من يتفاعلون بصدق، أو يطرحون سؤالًا، أو يُبدون رأيًا يُغني النقاش.
كم من مرة نشرنا قضية عادلة؟ كم من مرة دافعنا عن وطن، عن هوية، عن حق مسلوب؟ ثم ماذا؟ نسيناها بمجرد أن ظهر فيديو ساخر أو “ترند” جديد على تيك توك أو إنستغرام.
صرنا أسرى المحتوى السريع، نستهلك ولا نفكر، نشارك دون أن نقرأ، وندّعي الوعي دون أن نُكلف أنفسنا عناء البحث أو الفهم.
*لكن… هل هذا يعني أن كل شيء سلبي؟ لا.*
وسائل التواصل الاجتماعي قوة جبارة، لكنها بحاجة إلى وعي. فكما أنها سلاح خطير في يد الجاهل، هي أيضًا منبر هائل في يد من يملك الفكرة والصدق والشجاعة.
كم من قضية انتشرت بفضل تغريدة؟
كم من ظالم افتُضح أمره بفضل فيديو صادق؟
كم من فكرة هزّت عروشًا لأنها خرجت من قلب مؤمن بها؟
الفرق بين الضجيج والتأثير هو النية والعمق. من ينشر ليُقال عنه “مثقف” أو “وطني” لن يغيّر شيئاً. أما من يكتب بصدق، من يقرأ، من يحاور، من يستعد لدفع الثمن، فهو من يصنع الفرق، ولو في صمت.
فكفى إعجاباً بذواتنا، كفى تصفيقاً لأنفسنا. إن كنّا فعلاً نؤمن بقضايانا، فلنقرأ لبعضنا، لننتقد بصدق، لنتحرك على الأرض إن استطعنا، أو لننشر الكلمة الصادقة على الأقل، لا للظهور، بل لنصنع وعياً حقيقياً.
أنا لا أهاجم أحدًا، بل ألوم نفسي قبل غيري، وأدعو بصوت عالٍ وصادق: فلنقرأ لبعضنا، فلنستمع بصدق، فلنناقش دون غرور، ولنفكر بصوت هادئ لكنه عميق.
*القضايا التي تهمنا لا تُحل بالشعارات الفارغة، بل بالوعي، بالتراكم، وبالنية الصادقة.*
لسنا مضطرين لأن نكون أبطالًا في كل لحظة، ولكننا مطالبون بألا نكون شهود زور في زمن تكثر فيه الأصوات ويقل فيه الصدق.
*الحرب اليوم حرب أفكار، ومن لا يملك الفكرة، سيتحول إلى وقودٍ لها.*
ختاما،
* *فلنكن من يضيء شمعة في زمن الظلمة، لا من يكتفي بلعن العتمة.*
* *ليكن حضورنا في هذا الفضاء الرقمي قيمة مضافة، لا مجرد رقم عابر.*
*فربّ كلمة صادقة تغيّر مسار أمة… فلنحرص على أن تكون كلماتنا من هذا النوع.*
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.