لماذا النبش في العلاقة الجدلية بين المسرح والديبلوماسية في الدورة 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء

abdelaaziz629 يونيو 2025Last Update :
لماذا النبش في العلاقة الجدلية بين المسرح والديبلوماسية في الدورة 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء

أحمد طنيش

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الدورة 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 يوليوز 2025، تحت شعار: “المسرح والديبلوماسية الفنية والثقافية”.

ولهذا نضع السؤال المركزي: ماهي علاقة المسرح والديبلوماسية؟ وكيف ولماذا يلتقيان ؟

ويدعونا الأمر في البدء أن نضبط، المصطلحين من خلال رصد أولي لكل منهما، حيث يرسم تاريخ المسرح مخططا لتطور المسرح خلال آخر 2500 عام. هذا ويتعلق تاريخ المسرح بشكل مبدئي، بنشأة المسرح وأصله وتطوره اللاحق على اعتباره نشاطا مستقلا قائمًا بذاته.

فمنذ أثينا الكلاسيكية في القرن السادس قبل الميلاد، أخذت تقاليد المسرح النابضة بالحياة تزدهر ضمن الثقافات في جميع أنحاء العالم، وبذلك واكب المسرح التحولات والتطورات والحضارات، واستفادت منه كما استفاد منها، وهذه هو إكسير حياة المسرح الذي ما زال يملئ الدنيا ويشغل الناس. لذا يعتبر المسرح لصيق بالتجارب البشرية ولعل هذه هو سر تلاقيه مع ما يهم البشرية وضمنها مجال الديبلوماسية.

والبحث في جذورها، تطورها وتحولاتها، يفرض علينا طرح مجموعة من الإشكاليات من قبيل: ما مفهوم الدبلوماسية ومتى ظهرت؟ هل اتسم معنى هذا المفهوم بالثبات أم اتخذ صورة المتغيرات؟ ما مختلف المراحل التاريخية، التي مرت منها الدبلوماسية العالمية؟ ما العلاقة بين التاريخ وايضا الدبلوماسية؟

نال مصطلح الدبلوماسية اهتمام الباحثين في العلاقات الدولية والقانون الدولي العام، وحرص هؤلاء على بيان أصل المصطلح ومدلوله عبر العصور، وكان من البواعث على هذا الاهتمام بالدبلوماسية، ومالها من أهمية في تاريخ الإنسانية والعلاقات، وهكذا نلمس أن الدبلوماسية مصطلح قديم يرجع إلى أصول كلاسيكية، استعمله اليونان القدامى ثم انتقل منهم إلى الرومان باقي المراحل مواكبا للتحولات والتطورات والحضارات، كما المسرح وصولا إلى المجتمعات الحديثة.

ونستطيع القول وفقا لهذا المنظور أن الدبلوماسية، نشأت منذ أقدم العصور كوسيلة للاتصال والتفاهم بين الجماعات البشرية المتجاورة، فمنذ أن ان قامت المجتمعات الأولى وتداخلت مصالحها، شعرت بحاجتها إلى نمط من الأساليب الدبلوماسية، كسلوك اجتماعي تفرضه الحاجة إلى التفاهم وتبادل المنافع، وتحقيق السلام، وظهرت عبر العصور علاقات دبلوماسية اختلفت في أشكالها، إلا أنها تشابهت من حيث أغراضها، ووسائلها، والنتائج التي ترتبت عليها، حتى أنه يمكننا القول بأن من بين التقاليد الدبلوماسية الحديثة، ما يرجع إلى تلك التقاليد، التي عرفتها الإنسانية في عصورها الخالية .
من هنا نقبض على الخيط الهارب بين المسرح والديبلوماسية، لكونهما معا لهما قدم الاستعمال، وقدم العلاقة بالإنسان، وتنظيم حياته والأثر فيها والتأثير عليها، وهذا هو سر التلاقي بين المسرح والديبوماسية، في الدورة 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، سيما وللمهرجان أهداف من اللقاء الذي يقيمه، حيث تحضر فعاليات من الشباب والمهنيين والمبدعين من القارات الخمس يمثلون ثقافاتهم ومرجعياتم، فكان الشعار المؤسس”تلاقح الثقافات ولقاء شبيبة العالم للإبداع والخلق”، ولعل روح الديبلوماسية بالمسرح، ومع المسرح تكمن هنا، ومن هنا فالعلاقة تكاملية وتواصلية وتحاورية وتلاقحية بالأساس، سيما وهذه الديبواماسية، تستند إلى الفن والثقافة، كآليتين لهما مرجعيتهما التاريخية والعلاقة الجدلية، مع الإنسان وقد واكبا بدورهما تاريخ البشرية، واكتشافها لذاتها وللآخر.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading