كتبها: محمد الغلوسي ، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام،
مباشرة بعد زلزال 8 شتنبر 2023 الذي ضرب مداشر وقرى بالأطلس الكبير ،سارع المغاربة تلقائيا ومن كل جهات المغرب إلى التعبير عن تضامنهم مع ساكنة هذه المناطق ،وحج الناس جميعا إلى هناك حاملين مواد غدائية وأغطية وخيم وملابس وادوية وغير ذلك ،جسدوا قيم تمغرابيت الحقيقية ،تضامن ،عطاء بلا حدود ،نبل ورقي
كما قامت الدولة بمجهودات في هذا الجانب لايمكن إنكارها رغم كل الملاحظات التي يمكن تسجليها ،اذ قدمت الدعم المادي للأسر المتضررة وسطرت برنامجا لإعادة الإيواء والإعمار
ويمكن الوقوف عند بعض الأرقام المتوفرة في هذا الجانب اذ وعلى سبيل المثال فقط وبخصوص اقليم الحوز :
فإن مايقارب 27250 اسرة حصلت على مبلغ 2500 درهم شهريا خلال مدة سبعة عشر شهرا ،كما استفادت 2620 اسرة من مبلغ 140.000 درهم او 80.000 درهم حسب الحالة (انهيار كلي او جزئي )تدفع على شكل اقساط حسب تقدم الأشغال،كما تم اصدار مايقارب26198 ترخيص من طرف اللجنة المكلفة،حيث شرع مايقارب 20300 في بدء اشغال البناء،منها 13000 تجاوزوا نسبة 50% من الاشغال و 8000 انهوا اشغال البناء
فيما 5898 بناية لم تباشر انجاز الاشغال بعد لأسباب مختلفة ضمنها وعورة التضاريس ،كلفة نقل مواد البناء …
إن زلزال الأطلس الكبير وما خلفه من أضرار وخسائر يتطلب تعبئة كل الإمكانيات لإعادة الإعمار وفق برنامج ومخطط دقيق يضع في صلبه تنمية المناطق المتضررة ،مناطق لاتزال ولمدة 17 شهرا يعيش بعض سكانها المتضررين في الخيام في ظل إكراهات مناخية متقلبة ،كما ان بعض المتضررين يشتكون من غياب الشفافية والإنصاف في عملية توزيع الدعم وإحصاء المتضررين ويشيرون إلى وجود شبهات فساد ومحاباة في عملية إحصاء المنازل المتضررة ،كما يشتكون من غياب المعلومة وعدم الجواب الشافي والمعلل على شكاياتهم وتظلماتهم
في تقديري المتواضع فإن عملية اعادة الإيواء والإعمار تسير بطريقة بطيئة يغلب عليها التكتم وغياب تواصل فعال مع الساكنة المتضررة ،فضلا عن تغييب المقاربة التشاركية في هذا البرنامج اذ كان بالإمكان إشراك بعض الفعاليات المدنية في عملية تدبير هذا البرنامج والحرص على التواصل المستمر مع الرأي العام وتوفير المعلومة الضرورية مع مواجهة كل الإنحرافات التي يمكن ان تحصل والتي تهدد تحقيق الاهداف المسطرة لهذا البرنامج
ان مايثار من طرف بعض الساكنة المتضررة يقتضي فتح بحث معمق وشامل حول افتراض وجود شبهات فساد وزبونية تحوم حول برنامج اعادة الإعمار ومحاسبة المتورطين المفترضين ،كما ان المسؤولية تقتضي ان يتم تشكيل خلية للتواصل مع الرأي العام وإحاطته علما بكل المستجدات والصعوبات التي تواجه هذا البرنامج ،اذ لايعقل وبعد مرور مايقارب 17 شهرا لايزال الناس يسكنون في الخيام في ظروف صعبة ولازال الرأي العام الوطني لايعرف أي شيء عن مدى تقدم برنامج الإيواء وإعادة الإعمار وفق التصور المحدد له
على المسؤولين أن يخرجوا من مكاتبهم وأن يتخلوا عن شعار “كلشي زين ” وأن يضعوا كل الحقائق والمعطيات على مجهر التشريح وتنوير الرأي العام
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.