بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،غشت،2024
لم يكن ممكنا ان تنطلق الالعاب الأولمبية دون ان نلتفت الى ما يجري فيها ، مع ان المغاربة ينظر غالبيتهم الى الالعاب الاولمبية من نافذتين الى ثلاث ، كرة القدم التي لا تعتبر لعبة اولمبية ،والعاب القوى في انتظار عداء واحد يمكن ان يحصل على الذهبية ،و الملاكمة عبر تتبع مسار لاعبات لهن الحظ في جني واحدة من الميداليات الثلاث .
أول ظهور للمغرب في الألعاب الأولمبية كان في الألعاب الأولمبية الصيفية 1960، بعد إنشاء اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية سنة 1959، ومنذ ذلك الحين شارك في كل الدورات اللاحقة باستثناء دورة 1980، عندما شارك في المقاطعة التي قادتها الولايات المتحدة. كما قاطع المغرب دورة 1976 رُفقة 29 دولة معظمها أفريقية،
مشاركتنا في هذه الدورة تفتح لنا شهية نقاش مشاركاتنا و فعاليتها ،ولكن قبل ذلك حجمها مقارنة مع توفر بلادنا على لاعبين وجامعات في مختلف الرياضات .
دعونا نغوص معكم في بعض المعطيات التي قد تغير نظرتنا الى المشاركة المغربية التي تقول شبكات التواصل الاجتماعي انها مكونة من اكثر من ثلاثة آلاف مؤطر يرافقون ستين مشاركا !!!
يشارك في الألعاب الأولمبية ما مجموعه 40 رياضةً، منها 32 تظهر في الألعاب الأولمبية بباريس 2024
60 رياضيا سيمثلون المملكة المغربية في باريس للدفاع عن الألوان الوطنية في 19 رياضة .
مما يعني ان المغرب غائب عن 21 رياضة لا يتنافس المغاربة على ميدالياتها .
في المقابل ابانت الايام الاولى للأولمبيات الإقصاء المبكر لكثير من المشاركين في رياضات مختلفة .
السؤال الذي يتغافل المغاربة عن طرحه ،ليس هو حجم ما يصرف على الوفد المغربي في هذه الدورة ، ولكن الاهم من ذلك حجم ما ينفقه المغاربة على مختلف الجامعات الملكية التي تستفيد من المال العمومي ،وعجزت كثير منها على توفير ولو مشارك واحد في اللعبة في الاولمبيات !!!
لائحة الجامعات الرياضية الوطنية المعترف لها بممارسة الإختصاصات التي تخولها مقتضيات واحكام قانون التربية والرياضة رقم 30.09 عددها 45 جامعة من مختلف الرياضات .
يتوفر المغرب على 56 جامعة، منها الأولمبية وغير الأولمبية،
ووفق تقرير حول الحسابات الخصوصية للخزينة المرفق بمشروع قانون المالية لسنة 2024، فإن حجم الإعانات الممنوحة للجامعات الرياضية خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2022، بلغ ما قدره 290 مليار سنتيم،
بما فيها أزيد من 84 مليار سنتيم سنة 2020، وما يفوق 72 مليار سنتيم سنة 2021 وأزيد من 132 مليار سنتيم سنة 2022.
وتستفيد، وفق المصدر ذاته، الجامعات الرياضية، في إطار اتفاقي، من إعانات الدولة التي يتم ضخها من الصندوق الوطني لتنمية الرياضة، وذلك لضمان تطوير الأنشطة الرياضية وتأهيل مختلف التخصصات الرياضية بالمغرب.
وبخصوص تأهيل البنيات التحتية الرياضية، فقد بلغت الميزانية المخصصة لتأهيل البنية التحتية الرياضية خلال الفترة 2020-2022 ما مجموعه 2.687,45 مليون درهم.
وبالعودة الى المشاركة المغربية تقول المواقع المتابعة للأولمبيات بان الوفد المغربي لألعاب القوى، في الدورة الـ33 للألعاب الأولمبية باريس 2024 (26 يوليوز -11 غشت) يشارك فقط بـ13 عداء وعداءة (8 ذكورا و5 إناثا)، يتقدمهم البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي.
وتعتبر هذه أضعف مشاركة في تاريخ المشاركات المغربية الحديثة، في الألعاب الأولمبية،
السؤال هنا : إذا كانت هناك جامعات تحمل صفة الملكية ،وتتوصل بمنح حكومية سنوية ، فمن يحاسبها على مردوديتها ؟
ما الجدوى من جامعة شاخ فيها مكتبها ورئيسها تنفق المال العمومي على امور تافهة بدل ان تركز على اكتشاف وتكوين المواهب الرياضية و تنظيم المنافسات الوطنية و التاهل للمسابقات العالمية ومنها الالعاب الأولمبية؟
مبالغ وميزانيات واعتمادات وحوافز وسفريات ومقرات و المردودية صفر او ضعيفة ، فهل يريدوننا ان نعتقد ان بلادنا تعاني عقما في المواهب ؟ ام ان الجامعات تحولت الى بقرة حلوب لتبييض الاموال و استغلال شغف المغاربة بالرياضة .
لماذا تصلح جامعة وتحمل صفة الملكية وهي عاجزة ان تجعل علمنا يرفرف في الملتقيات العالمية ،و رياضيونا يتنافسون من اجل صورة المغرب قبل صورتهم؟
لا يجب لكرة القدم ان تغطي على باقي الجامعات والرياضات ، وحان الأوان لنفتح نقاشا هادئا حول البنية التنظيمية والهيكلية لجامعاتنا الرياضية ،
لم يعد مسموحا ان تتوفر بلادنا على هذا العدد الهائل من الجامعات و تصرف عليها هذه الأموال الطائلة ،وتكون عاجزة عن توفير ولو لاعب او لاعبة في كل صنف رياضي ينتسب للجامعة .
هذا ” مال سايب “, والمال السايب يعلم السرقة ،
نحن لا نعمم ولا نتهم احدا باطلا ،نحن نربط المسؤولية بالمحاسبة ، ونفتح ملف الجامعات الوطنية الملكية لنفهم اين تصرف إعتماداتها و اين المردودية في اللاعبين والمشاركات الدولية .
غدا ستنتهي الالعاب الاولمبية ،لكن من اليوم وجب فتح ورش باقي الرياضات غير كرة القدم ببلادنا …
فهل تعتبرون ؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.