“أوقفوا القتل، نوقف السرد\”

voltus14 يناير 2024آخر تحديث :
محمد سعد عبد اللطیف

بقلم: محمد سعد عبد اللطيف، مصر،

عندما يصبح القلم أقوى من الرصاص، في ظل سماء مفتوحة وشبكات

تواصل أزعجت الكيان الإسرائيلي والإعلام المزيف في نقل الواقع علي الأرض…،،

كيف لدولة الكيان تمتلك عشرات القنابل الذرية وحلفاء كبار وجَيشًا حَدِيثًا

ومؤسسات إعلامية كبرى في العالم،

أن تخاف من رواية من حكاية متخيلة أو قصيدة لشاعر… تسبب في

أزمة كبيرة بين \”إسرائيل والنرويج\” واحتجاج السفير الإسرائيلي في العاصمة \”أوسلو\” أزمة دبلوماسية

وتصريحات غاضبة من وزارة الخارجية للكيان الإسرائيلي،

ودعوة للتدخل الفوري من قبل الحكومة النرويجية بوقف نشر رواية،

لكن ما هو السبب…؟

السبب هو رواية للأطفال كتبها الروائي النرويجي [هانس ماندرا ] كاتب قصص الأطفال بعنوان: \” \” والدي القبطان \”

تدور حول الطفلة (توفا) معنى الاسم: (شذا الورد) التي تتأثر بمآسي الفلسطينيين في (غزة) بعد حرب عام 2014 ورصدت إسرائيل الرواية قبل الصدور وقبل الطبع،، مَصدرًا إِسرائِيلِيًّا في وزارة الخارجية عبر عن انزعاجه حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية\” لكون واحدة من أهم شركات النشر والتوزيع بالنرويج تتبنى طبع وتوزيع الرواية،

لا سيما أنها تقدمت بطلب رسمي لوزارة الثقافة للحصول على دعم مالي لنشرها،

كما يحتمل أن تتبناها مدارس نرويجية لتدريسها للطلاب، وفق الصحيفة \”

وأضافت الصحيفة، نقلا عن موقع 《القدس بريس》 أن سفير تل أبيب لدى أوسلو،

أجرى اتصالات واسعة مع كل من وزارة الخارجية والبرلمان النرويجي،

طَالِبًا

إيضاحات رسمية حول الرواية،

لافتة النظر إلى أن السفير أبلغ المسؤولين النرويجيين أن:\” تل أبيب \” \” تنظر ببالغ القلق والخطورة \”لنشر مثل هذه الرواية في بلد أوروبي\”.

ولم ترضخ الحكومة النرويجية وصدرت الرواية،

لكن لماذا تنظر تل أبيب ببالغ القلق من قصة أطفال ومن الطفلة… توفا المتخيلة…؟!

هذا هو جوهر القضية الخوف من انهيار السردية الإسرائيلية عن القضية الفلسطينية،

وظهور سردية مضادة تخالف الرواية السائدة،

والقلق من أن تدرس في المدارس،

لأن العقل العنصري يحتل المكان ويحتل الوعي،

والعلاقة متداخلة بين الاحتلالين.

لكن إسرائيل نفسها قدمت للعالم خلال 3شهور وما زالت تقدم عَرضًا وحشِيًّا يفُوقُ كَثِيرًا

قصة \” ماندرا هانس وطفلته توفا الحزينة\”،

قدمت سردية واضحة بالصوت والصورة على حكاية القتل الجماعي رسخت في خيال أطفال العالم لا تستطيع كل وسائل الخداع محوها

وهذه ليست المرة الوحيدة التي تحتج إسرائيل على رواية أو قصيدة،

بل سبق لها أن خلقت أزمة مع \”ألمانيا\” بسبب قصيدة للروائي الألماني (جونتر جراس) الحائز على \”جائزة نوبل ومؤلف رواية\” طفل الصفيح \”و\” سنوات الكلاب \”،

فسرت على أنها معادية للسامية ولإسرائيل،

إن كل ما تكتبه من خواطر وانطباعات ترصده مراكز أبحاث متخصصة

لمعرفة ما يدور في تفكير الرأي العام،

ومن خلال ذلك يتم توقع المستقبل والتحسب له،

وعلينا أن نتذكر مانشرتة الصحف الإسرائيلية في الأيام الأولى لثورات الربيع العربي، وكنت أتابع جريدة القدس العربي في لندن، في صفحة صحافة عبرية، أول الصحف التي توقعت سقوط حكم الرئيس المصري/ حسني مبارك

/

في أنهم توقعوا سقوطه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من المعلومات من أجهزة الاستخبارات،

بلا شك ستعود أكثر من شخصية الطفلة توفا إلى فلسطين لتروي هذه المرة

قصة شعب تحت الحصار والقصف،

والقتل والهدم والتهجير القسري وقصف ألمدارس

والمستشفيات وإجبار شعب على التهجير،

وهو ما تخشاه إسرائيل في خسارة معركة الوعي،

وفقدان الرواية الزائفة عن الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كما يروج لها الإعلام الغربي،

المذعورة من قصة أطفال، لكنها لا تخاف من قتلهم،

ولسان حال الكاتب الألماني ( ماندرا هان): أوقفوا القتل ونوقف السرد…؟!

محمد سعد عبد اللطيف،

كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية،،

الاخبار العاجلة