المقاتلون العرب في أوكرانيا هل هو دعم أم جهاد

voltus25 مارس 2022آخر تحديث :
المقاتلون العرب في أوكرانيا هل هو دعم أم جهاد

 

مديحة ملابس / باحثة في القضايا الدينية والإجتماعية

 

تاملوا جيدا فيما قاله رجل دين مسلم شيشاني ، وهو صلاح مزييف : ” إن الغزو الروسي لأوكرانيا “جهاد”، مضيفاً أن المقاتلين الشيشان في أوكرانيا يقاتلون “للقرآن والله”، ولإنقاذ روسيا والمسلمين من “رجس” حلف شمال الأطلسي ” أما مسؤول الجالية السورية في أوكرانيا ” أبو التاو ” فكان رده على المشاركة في حرب روسيا أوكرانيا يحمل طابعا آخر يفهم منه مايلي :  «عندما أعلنت عن استعدادي للتوجه نحو أوكرانيا، أنا أريد قتال المحتل الروسي لبلادي، وليس في أوكرانيا فحسب، أعلن عن استعدادي قتال روسيا في أي دولة تتعرض للغزو، وهذا دفاعاً عن دماء شعبي التي أراقتها روسيا». وتأملوا التصريحين معا وستفهم منه أن هذه الحرب سيقاتل فيه المسلمون إخوانهم المسلمين , فهل يمكننا القول على أن هذه هي رغبة العنصريين البيض وحلمهم أم أن موافقة أوروبا صمتا وجهرا على استقطاب المقاتلين العرب من أوروبا سيعيد
سيناريوهات مشابهة لما تم في أفغانستان، عندما شجعت الولايات المتحدة الأمريكية وصول المتطوعين للقتال إلى جانب أفغانستان من أجل مواجهة الإحتلال السوفييتي لبلادهم سنة 1979، حيث استمر الدعم لأكثر من عقد من الزمن حتى انسحاب السوفيات سنة 1992، بل حتى إسقاط الحكومة الموالية لموسكو في التسعينيات، فهل يمكن أن تعيد أميركا كذبة الجهاد ضد روسيا كما فعلت أيام أفغانستان والبوسنة والهرسك، ونرى تجييش جديد للمجاهدين المسلمين للذهاب إلى اوكرانيا، وخطب حماسية وجمع أموال في المساجد والمدارس ؟!! وعودة منظومة الجهاد إلى ذهن الشباب العربي في أوروبا واستيقاظ الخلايا النائمة التي تمت المنادات عليها بفتاوي قانونية زكاها البيت الأبيض وبرلمان بريطانيا ، لكن فاتورتها قد تؤديها أوروبا مابعد إنهاء الحرب على أكرانيا …..

شيطنة الجهاد عبر فتاوي الشرع للمسلمين في الحرب الروسية الأوكرانية
إن فهم النصرة عند المقاتلين المتشددين هي مثلما تنطبق على قضية فلسطين المسلمة وتنطبق على أفغانستان والشيشان والبوسنة وأي دولة مسلمة وكل بحسب جهده وقدرته . لم ينظر العلماء والدعاة حينها إلى أن الغرب أو أمريكا سوف يستفيدون من قتالهم إلى جوار الأفغان وإنما نظروا إلى أنهم ينصرون إخوانهم من المسلمين ضد دولة محتلة باغية ومعتدية وغاشمة ، ومثلما كان أي يساري مستعد للقتال إلى جوار كوبا الشيوعية ضد أمريكا الرأسمالية فقد كان أي مسلم مستعد لنصرة إخوانه في أي مكان بنفسه وماله وقلمه وبالدعاء وبالقلب وذلك أضعف الإيمان.
وما نخشاه في هذه الحرب التي يقاتل فيها اليوم مسيحي إلى جانب مسلم في مواجهة عدو غاشم مسلح بمسلم صديق في الجوار وعدو في الدين ، هو أن تتحرك الفتاوي الملغومة في ميدان الحرب ويصبح القتل بالنيران الصديقة جهاد ، وتصبح أوكرانيا ملاد داعش والقاعدة وتتوحد بنادق ومدافع الشيشان وجماعة النصرة وخلايا القاعدة والجهاديون العرب نحو حلفاء أوروبا وأمريكا ويعاد سيناريو أفغانستان وتدخل أوروبا في نفق مظلم وتنسل أمريكا من دائرة الحرب كما فعلت في مواقع عديدة كانت آخرها سيناريو العراق ومصافحة الطالبان .
وإذا كان البعض يرى الآن أن احتلال روسيا لأوكرانيا كارثة مرفوضة ومدانة كونه عدوان على دولة مستقلة وهمجية على نهج شريعة الغاب فإن هذا البعض تختلف نظرته لاحتلال روسيا في الماضي لأفغانستان رغم أنها دولة مستقلة وذات سيادة وتعرضت لعدوان روسي ظالم وغاشم ولكن المعايير المزدوجة عند البعض تجعله يقف مع أوكرانيا الآن بينما يرى أن روسيا على حق حين غزت أفغانستان وكأن لسان حاله : هل نساوي بين الأوكرانيات الشقروات بنساء الأفغان المنقبات أو نساوي بين الأوكران والأفغان الفقراء أصحاب العمائم واللحى والنعال .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading