بقلم: *عزيز الدروش المرشح السابق للأمانة العامة لحزب علي يعتة*
في فسبكة منتصف الليل أقل ما يُقال عنه إنه شعبوي رخيص، خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام الغير الشرعي لحزب التقدم والاشتراكية، ليصرّح بأن مع مايسة سلامة الناجي، سيكون المغرب أفضل وأجمل و من بين الثمانية الكبار فيالعالم G8. تصريح فايسبوكي بامتياز، لا يليق بشخص يُفترض أنه يقود حزباً يُصنَّف تاريخيًا ضمن أحزاب الصف التقدمي، وإن كان الواقع اليوم يضعه أقرب إلى خانة “الأحزاب الصغيرة و دون ذالك التي تحاول البقاء بأي ثمن و مع اين كان.
لقد اختار بنعبد الله، في زمن الأزمة السياسية، واللامساواة، وفشل النموذج التنموي، أن يجعل من مدوّنة فايسبوكية – مثيرة للجدل – مشروعًا لتحسين المغرب! فأي عبث سياسي هذا؟ وهل تحوّل الزعيم الذي قضى سنوات في كواليس الوزارات والمفاوضات الحكومية إلى باحث عن اللايكات؟ لأنه لا يجيد التعامل مع الانتخابات على ارض الواقع و فشل في تمارة رغم صرفه الملايين و فشله في الرباط المحيط.
تصريح نبيل بنعبد الله لا يكشف فقط عن فراغ الخطاب، بل عن فراغ القيادة. فقد تحوّل حزب التقدم والاشتراكية، منذ سنوات، إلى ظل باهت لما كان عليه، يدور في فلك السلطة تارة، ويبحث عن بطولات فايسبوكية تارة أخرى. والنتيجة: لا تأثير في الشارع، لا قاعدة جماهيرية لتنظيمات حزبية حقيقية و وزارةالداخليةتعرف ذالك جيدا، ولا حضور حقيقي في القضايا الكبرى التي تشغل المغاربة لان ظاهريًابالمعارضة وفي الضل منبطح لرئيسالحكومة لمنحه بعض المناصبوالإمتيازات في دواوين وزراء أخنوش.
هل سمعنا لبنعبد الله موقفًا واضحًا من ملفات غلاء الأسعار؟ من احتكار الثروة؟ من قضايا الفساد؟ من تراجع الحريات؟ أبداً. كل ما نسمعه، منذ فترة، هو لغة خشب مغلفة ببعض النكهة التقدمية، *لماذا لم يساند إسحاق الأمين العام لحزب الليبرالي الحر في رفع دعوى قضائية ضد الفراقشية ؟؟؟*وتصريحات مائعة، تصلح لمنشورات الفيسبوك أكثر مما تصلح لتصورات حزب يدّعي تمثيل اليسار.
وبدل أن يجتهد في تجديد الحزب فكريًا، أو يعيد بناء قواعده، أو يستقطب طاقات شابة تؤمن فعلاً بالتغيير، اختار نبيل بنعبد الله أن يصطفّ إلى جانب أسماء فايسبوكية لإعادة إنتاج الوهم. وكأن مشاكل المغرب يمكن حلّها بالبث المباشر، أو بعبارات شعبوية تجلب التعاطف اللحظي، لكنها لا تصنع حلولاً.
صحيح أن السياسة تعيش اليوم أزمة عميقة، وصحيح أن الأحزاب تراجعت شعبيتها إلى مستويات غير مسبوقة، لكن هذا لا يُبرر أن يتحول الأمين العام لحزب بمرجعية يسارية، إلى مجرّد لاعب فايسبوك في منتصف الليل، يبحث عن البقاء بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن هو تفريغ العمل السياسي من مضمونه، واستبدال النضال السياسي بالفرجة.
مايسة، بحضورها الرقمي القوي، تبقى مواطنة تعبّر عن رأيها، وهذا حقها. لكن أن يجعل منها زعيم سياسي ركيزة لـ تحسين المغرب ، فهو اختزال مخلّ، وضرب من العبث.
الخلاصة: نبيل بنعبد الله، الذي يقود حزبًا دون نفس، ودون أفق، يحاول أن يجد لنفسه مكاناً في مغرب تغيّرت أولوياته، ومشكلته ليست مايسة، بل عجزه عن أن يكون زعيمًا حقيقيًا في زمن التحولات الكبرى.
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
*عزيز الدروش مرشح للأمانة العامة لحزب التقدم والإشتراكية*
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.