من النضال إلى “النضال بالبسطيلة”: أحزاب تبحث عن الأصوات وتنسى الوعود

taouss5 manarساعتين agoLast Update :
من النضال إلى “النضال بالبسطيلة”: أحزاب تبحث عن الأصوات وتنسى الوعود

النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني

مع اقتراب الانتخابات التشريعية، يجد المواطن نفسه أمام مشهد سياسي مثير للجدل: أحزاب تتسابق على الولائم، وتستقطب وجوهاً من عالم التمثيل و”السوشيال ميديا”، وكأن السياسة أصبحت عرضاً فرجوياً يُدار بمنطق المتابعة و”اللايك”.
لم يعد الأمر يقتصر على “النضال بالدجاج المحمر” وكراء القاعات المليئة بالمصفقين، بل تعداه إلى تجنيد مؤثرين بلا خبرة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، يُقدَّمون كمنقذين للشباب وممثلين لطموحاتهم، بينما في الحقيقة لا يتعدى دورهم أن يكون واجهة انتخابية لجذب الأصوات.
لكن الإشكال الأكبر، الذي يزيد من فقدان الثقة، هو أن هذه الأحزاب نفسها لم تفِ بوعودها السابقة للمواطنين. وعود التشغيل، تحسين الصحة والتعليم، والعدالة الاجتماعية، ظلت حبيسة الحملات الانتخابية والشعارات الرنانة. ما أن تصل الأحزاب إلى المقاعد، حتى تُطوى الصفحات، ويُترك المواطن يصارع مشاكله اليومية دون إجابة أو حلول.
وهكذا، أصبح المشهد السياسي محكوماً بمنطق “الرأسمالية الانتخابية”: أموال تُصرف، ووعود تُطلق، ووجوه جديدة تُستقطب، لكن النتائج على أرض الواقع تكاد تكون منعدمة.
وبين الأمس واليوم، يتساءل المواطن بمرارة:
أين زمن السياسة النبيلة التي كانت تُمارس في الساحات العمومية والأسواق الشعبية، حيث كان الناس يقطعون المسافات للاستماع إلى خطاب يُلهمهم؟ وأين الأحزاب التي كانت تصنع الأمل وتبني الثقة؟
ولعل التاريخ القريب يشهد على أسماء مناضلين شرفاء رسخوا معنى السياسة كخدمة للوطن لا كوسيلة للوجاهة، أمثال المهدي بن بركة، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الله إبراهيم، الفقيه البصري، محمد بنسعيد آيت يدر، ونوبير الأموي، وغيرهم ممن بصموا الحياة السياسية المغربية بنزاهتهم وتضحياتهم، بعيداً عن منطق البهرجة الانتخابية.
الجواب مؤلم لكنه واضح: السياسة اليوم في حاجة إلى إصلاح جذري يعيد الاعتبار للنضال الحقيقي، ويضع حداً لثقافة الاستهلاك الانتخابي والوعود الفارغة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading