كلمة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المناظرة الأولى حول موضوع : المسؤولية المجتمعية للجامعة المغربية

voltus14 فبراير 2022آخر تحديث :
كلمة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المناظرة الأولى حول موضوع : المسؤولية المجتمعية للجامعة المغربية

 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
السيد والي الجهة؛
السيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان؛
السيد/ة ممثل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؛
السيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي؛
حضرات السيدات والسادة؛

إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم ضمن فعاليات هذه المناظرة التي أختير لها كعنوان “المسؤولية المجتمعية للجامعة: جميعا من أجل حياة جامعية دامجة ومندمجة”. وإذ أثمن هذه المبادرة القيمة بالنظر إلى أهمية الموضوع والطابع متعدد الأبعاد الذي يكتسيه، أود في مستهل هذه المداخلة أن أشيد بالدور المنوط بالجامعة كفضاء للنقاش الهادئ والرزين حول القضايا الجوهرية التي تهم المسار التنموي لبلادنا بغية تسريع وتيرة التقدم والازدهار، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إن الدور المجتمعي للجامعة المغربية لا يختلف حوله إثنان. فهو دور تكرسه المساهمة الدؤوبة لمؤسسات التعليم العالي بشتى مكوناتها في تكوين كفاءات الغد من أطر ومسؤولين بالقطاعات الحيوية وكذا من باحثين ومفكرين يسهمون، كل في مجال تخصصه، في تطوير قدرات الإبداع والابتكار ليس فقط وفق منظور وطني محض ولكن أيضا إسهاما في تطور البشرية بصفة عامة.
ويتجلى الدور المجتمعي للجامعة أيضا في مساهمتها في إشعاع ثقافة الحوار والانفتاح واحترام الآخر والحث على قيم النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص والاستحقاق فضلا عن الاضطلاع بالمسؤولية والتفاني في العمل وبدل الجهد. وتشكل كل هذه القيم الحجر الأساس الذي يعزز روح المواطنة المسؤولة ويغذي الحس المدني وثقافة الانتماء للوطن والانصهار في خدمة مصالحه وأولوياته.
حضرات السيدات والسادة ؛
إن نموذج جامعة الغد الذي نصبو إليه جميعا يستمد جذوره من توصيات النموذج التنموي الجديد ويرتكز على أولويات البرنامج الحكومي 2021-2026خصوصا في شقه المتعلق بتطوير الرأسمال البشري وجعله رافعة للتنمية الشاملة والمستدامة لبلادنا. هذا النموذج لا يقتصر فقط على تعزيز جودة التكوينات وتهيئ الظروف المواتية لإنجاح المسار التعليمي للطلبة وتمكينهم بكل ما للكلمة من معن . بل يشمل أيضا كل الجوانب المتعلقة بالحكامة الجامعية واندماج مؤسسات التعليم العالي في محيطها السوسيو اقتصادي، فضلا عن انفتاحها على المستوى الاقليمي والدولي.
ويستدعي إرساء هذا النموذج مقاربة تشاركية وشاملة معبئة لكل القوى الحية على المستوى الوطني والجهوي )فاعلين مؤسساتيين واقتصاديين وكذا فعاليات المجتمع المدني( من أجل جامعة قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة على المستوى البيداغوجي والبحث العلمي والابتكار. جامعة مهيئة بشكل أفضل للاستجابة إلى أولويات التنمية الوطنية خاصة في المجالات ذات الصلة بالسيادة والاستدامة. جامعة بمقدورها أن تعزز اشعاع المغرب و دوره الريادي في عدة ميادين.
واعتبارا للأهمية التي تكتسيها المناصفة والمساواة القائمة على النوع كرافعة للتنمية ومعيار جوهري للتطور المجتمعي، فإن للجامعة دور كبير في هذا المضمار، سواء من حيث توسيع ولوج الطالبات للعرض التكويني ولكافة الخدمات الجامعية وفق شروط الجودة والكرامة أو من خلال تحفيزهن على استكمال مسارهن الأكاديمي إلى أبعد مستوى والانخراط بشكل أكبر في أنشطة البحث العلمي والابتكار. وكما تعلمون بكل تأكيد فإن تمكين النساء ودعم قدراتهن ومهاراتهن له انعكاسات اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية من شأنه الدفع قدما بالمسار التنموي لبلادنا.
إذا كان تحقيق كل هذه الأهداف الجوهرية رهين بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية، فإن ذلك يستدعي أيضا ترسيخ منظومة القيم داخل الجامعة من خلال تكريس ثقافة الحقوق والواجبات وتعزيز مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص واعتماد الشفافية والنزاهة كاختيارات لا رجعة فيها تؤطر السير اليومي لمؤسساتنا الجامعة وتشكل إطارها المرجعي.
إن ترسيخ منظومة القيم هاته كفيلة بخلق تفاعل إيجابي وبناء بين الجامعة والمجتمع بصفة عامة. هذا التفاعل ضروري لتعزيز الثقة في الجامعة المغربية وتحفيزها على لعب الأدوار الطلائعية المنوطة بها من حيث دعم قدرات الاقتصاد الوطني من خلال توفير الكفاءات وجعل البحث العلمي والابتكار في خدمة المقاولة، بالإضافة إلى تهيئ العنصر البشري المشبع بالأخلاقيات والقيم الإنسانية النبيلة التي تقوي الرابط الاجتماعي وتعزز أسس العيش المشترك.
حضرات السيدات والسادة ؛
وفي ختام هذه المداخلة المقتضبة، لا تفوتني الفرصة للإشادة بالدور الهام الذي تضطلع به أسرة التعليم العالي بكل مكوناتها مسؤولين، طلبة، أطر بيداغوجية وإدارية إسهاما منها ي تسريع اندماج المغرب في مجتمع المعرفة.
أشكركم على حسن الإصغاء وأتمنى كامل التوفيق لأشغال هذه المناظرة الذي بكل تأكيد سيكون لمخرجاتها مساهمة إيجابية في إغناء النقاش حول واقع وآفاق الجامعة المغربية.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading