صرخة جديدة للمرصدي باميلود، دفاعا عن طفل عمره يناهز سنتين ونصف، تم اختطافه حوالي عشرين ساعة ،لربما من لدن عصابات الكنوز، قبل ظهوره مصدوما ،وذلك في بداية شهر فبراير الجاري بمنطقة موالين الواد ، دوار اولاد العياشي، لمزامزة الجنوبية بإقليم سطات.
باميلود ، رغم ظروفه العاءلية، انتقل كمرصدي حقوقي ،فورا بعد علمه بالجريمة، للتضامن مع الطفل “المفرج عنه” والمصدوم الذي تم ترويعه مع عائلته، ربما من أجل استخدامه ببشاعة من لدن عصابة أو فرد مهووس بالبحث عن الكنوز ؛
باميلود وجه أولا وقبل كل شىء نداءا إلى الجهات الطبية المختصة، وإلى المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي طالما تدخل من أجل المؤازرة القانونية والطبية، لاسيما في المجال النفسي، لعدد من الأطفال ضحايا الاضطهاد او الاختطاف او المعاملة السيئة؛
ولطالما اشاد المرصدي باميلود بتجاوب هذا المرصد الحقوقي مع عدد من الطلبات الموجهة إليه بهذا الخصوص في غياب تام للقطاع الحكومي المختص بقضايا التضامن والأسرة والطفولة ؛
المرصدي باميلود وجه ثانيا نداء إلى المركز الترابي للدرك الملكي لسطات الذي تحرك سريعا ، وبمهنية عالية، الى مسرح الجريمة، من أجل تكثيف البحث بهدف القبض على أي شخص ضالع في ارتكاب هذا الجرم وتقديمه سريعا الى العدالة؛
وسيلاحظ مشاهدوا ومشاهدات فيديو با ميلود أنه نوه بتدخلين
استباقيين ناجحين ، لا يعلم بهما كثير من الناس ،قام بهما مؤخرا المركز الترابي للدرك الملكي بأولاد سعيد ، قد يكون جنب المنطقة مآسي ربما كانت ستنجم عنها :
– التدخل الأول تم بمنطقة السدرة ،إزاء عصابة تضم 4 مشتبه فيهم ، يستعملون سيارتين ، ووقع في خضم تتبع نهاري وليلي مكثف ، لقاءد المركز وبعض مساعديه ، اتسم بمخاطر جمة ، لكنه ادى في نهاية المطاف إلى اعتقال ثلاث أشخاص ينحدرون من مدينة الجديدة من بينهم قيم ديني بمسجد سيدى موسى بالجديدة في حين اختفى – الشخص الرابع الذي ينتمي إلى المنطقة المذكورة.
والمتهمون الثلاثة متابعون حاليا في حالة سراح مقابل كفالة.
– التدخل الاستباقي الثاني تم بأولاد سعيد وتم فيه ضبط واعتقال 3 مشتبه فيهم مع سيارتين وهم متابعون كذلك أمام المحكمة في حالة سراح مقابل كفالة.
السؤال المطروح هو أية سياسة جنائية هاته التي لا تكون صارمة مع هاته العصابات التي تؤرق الأطفال وأسرهم وتحدث ضجة وسط الرأي العام ، ولا يتم التواصل المؤسساتي والتوعية الواسعة بشأنها كظاهرة جرمية خطيرة تتطلب سياسة جنائية في مستوى خطورتها.
ما معنى أن تقوم القوات الأمنية بمختلف فروعها ، وقوات الدرك الملكي ، وأحيانا الإدارة الترابية المحلية بواجبها – مع ما يحمله من مخاطر -في تعقب واعتقال المشتبه فيهم لاسيما خلال فترات الليل، ثم ينالوا بعد ذلك عقابا لا يرقى إلى الخطورة الجرمية الفردية والمجتمعية بالرغم من المواقف الصارمة أحيانا للنيابة العامة.
ثم أين هو دور وزارة الأوقاف (حماية الأضرحة والمقابر) ووزارة الثقافة (القطاع المكلف بالحفاظ على الثرات وحمايته) والجماعات (الإنارة العمومية والطرق ) والصحة ( قطاع الصحة النفسية ) وطبعا القطاع الحكومي الغاءب تماما المكلف بالأسرة والتضامن والطفولة في التصدي لهاته الظاهرة الخطيرة والمقلقة؛
وهل يعلم العموم أن أموالا عمومية ضخمة تضيع على الخزينة العامة من جراء التقصير الكبير في مواجهة هاته الظاهرة الفظيعة ؛
نعم أن قصة النجاح الاستباقي للمركز الترابي لاولاد سعيد الذي نوه به باميلود جهارا هو عمل مهم ، ولكنه سيبقى معزولا ومحدود الفعالية إذا لم يهتم القطاع الحكومي بهاته الظاهرة المقلقة المنتشرة عبر ربوع المملكة من مختلف جوانبها والتي تتطلب سياسة عمومية مندمجة وصارمة.
شاهدوا فيديو باميلود
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.