كذبة أبريل لن تنفض غبار مكناس.

8 أبريل 2017آخر تحديث :
كذبة أبريل لن تنفض غبار مكناس.

 

يمر الحول السنوي كاملا بالسكونية التامة وسط مستنقع غياب التنمية المجالية بمكناس، وحين يأتي موعد دخول شهر أبريل بكذبته المعتادة كل سنة تتحرك الشطابة. كذبة لا تنطلي حيلتها على المواطن المكناسي. في أبريل تشهد كثرة من العمال على استعجال في أمرهم لتلوين أطلال أطورة الشوارع و ممرات الراجلين بمكناس. نعم إنها الكذبة الموسمية التي خبرتها ساكنة مكناس و جعلتها غصة عالقة بالحلق من التدبير التنموي الراكد ، إنها ما تبقى من المال العام بمكناس يصرف لأجل موسم افتتاح الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب.

 اليوم، و في الجزء الأول لن نشد رحلنا إلى الملتقى الفلاحي الذي يكرر نفسه كل سنة بالأمكنة ونفس الوجوه والإخراج. ولن يغرينا الحديث عن المناظرة الفلاحية المغيبة في السنة الماضية، والتي اعتبرها الفكر السياسي المكناسي قضية ساكنة ، من خلال اعتبار مدينة مكناس ضحية ومستهدفة من جراء تهريب المناظرة والمواسم والمهرجانات (المسرح) إلى خارج المدينة.

اليوم سنقف على ظاهرة فريدة وهي زرع الورود والغراس ، وبقدرة قادر تتفتح بين عشية وضحاها ويحج إليها نحل الجوار للكشف الموضعي عنها، هل هي طبيعية أم من البلاستيك المحرم؟!!!، اليوم  وغدا بمتم ليلة اليوم الأخير من الملتقى الفلاحي تشتغل الأيادي العاملة (المياومة) لتنقية الشوارع والممرات الرسمية لزوار المعرض فقط وكأن الساكنة المكناسية لا تستحق العناية البيئية بمدينتها طيلة السنة.

نرجع قولا إلى أيام ما قبل الملتقى الفلاحي، لنعترف بالملموس أن من بين حسناتها الموسمية، رسم خطوط الراجلين، وإصلاح مصابيح الإضاءة ، و تشطيب ركام النفايات من جوانب الطرقات. لكن لا تفرحوا أهل مكناس فالأمر لا يعدو أن يصيب  إلا الشوارع التي هي رسمية لمواكب الزيارات. وحتى تتأكدوا من الأمر فحي الزيتون قريب من الملتقى الفلاحي وما عليكم إلا الولوج إلى حواريه وأزقته لتلحظوا الحفر والمطبات الطرقية و الظلام الليلي الدامس.

الأنكى في هذا العام بالمواكبة والتتبع، والذي سيكون له وقع كلفة سلبية من تسويق وجه مدينة محفور، هي الأنشطة البطيئة الرامية إلى هيكلة شوارع المدينة الجديدة وغيرها، هو التضييق في مساحة الطريق، هو خنق الطريق عند مخارجها وتقاطعاتها المحورية بأفكار منقولة، هو رتابة الإصلاحات بالبطء الشديد، هوالعمل بالتوقيت الإداري.

إثنى عشر سنة من عمر الملتقى الفلاحي  الدولي بالمغرب، ولم تتغير مداخل مكناس، لم تتغير مساحات الطرق  بالتوسيع وفتح محاور أخرى ، لم يتم التفكير في نقل الملتقى الفلاحي إلى منطقة الحاج قدور قرب المدرسة الفلاحية والطريق السيار، لم يتم التفكير في إقامة بنايات قارة للملتقى الفلاحي دون تبذير للمال والجهد كل سنة،  لم يتغير البحث عن مواقف للسيارات والحد من المواقف العشوائية عند حراس همزة الملتقى، لم يتغير التفكير اللحظي بالبدائل عند سد كل منافذ الأحياء السكنية وترك المواطنين والتلاميذ في حيرة من أمره من حالة الاستثناء.

لتكن دخلتنا الأولوية لمكناس من جهة الطريق السيار (بدال الجهة الشرقية) ، فالتفكير في طلاء الأطورة، ولصق شعارات الدورة، وتشطيب الطرقات هي السمة التي تلازم العمل الموسمي المرتبط فقط بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب  حتى مبلغ دورته(12). إنه تفكير مجلس مدينة يستوقفنا جميعا بالمساءلة الحارقة،  لما لم يتغير تدبير الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب منذ 12 سنة؟  مدينة سهلت مأمورية العمل فقط في تسويق ممنوع الوقوف باللون الأبيض والأحمر، إنه التفكير السطحي الذي يروم إلى معالجة داء الركود بالمدينة بمجموعة من القرارات الواقفة والمسكنة لتداعيات غياب تنمية حقيقة بمكناس. حين يشتد الولوج إلى مكناس أيام المعرض تلحظ مداخل مكناس من جهة الطريق السيار يشتد بها البلوكاج، تلحظ وسط الطريق السيار لأكثر من كيلومترين من السيارات تتحرك ببطء تجاه بدال مكناس الغربي أو الشرقي، تقف بالملموس عند غياب التفكير في خلق منافذ بديلة للمدينة، أو توسيع  مداخل البدال، عموما يمكن أن تكون خلاصتنا الأولية مكناس لم تتغير بحدود الدورة 12 من الملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب.

محسن الاكرمين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!