إنطلقت بمنطقة أمزميز التابعة لإقليم الحوز، خلال الأيام الأخيرة، عملية الحرث والزرع إيذانًا ببدء الموسم الفلاحي الجديد ، وسط آمال واسعة في أن تحمل التساقطات المطرية المرتقبة دفعة قوية للفلاحين بعد أشهر من الجفاف وقلّة الموارد المائية

وقد شرع عدد من الفلاحين في إقتناء البذور الخريفية المختارة، إستعدادًا لحرث أراضيهم وزراعتها، خاصة القمح والشعير، اللذين يُعدّان المحصولين الأكثر إنتشارًا بالمنطقة
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أنعشت التساقطات المحدودة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا آمال الفلاحين، وجعلتهم يتفاءلون بإمكانية تحقيق موسم فلاحي أفضل من سابقه
وتتوزع مراحل هذه العملية على الحرث القبلي، ثم
الحرث المباشر المصحوب بعملية البذر، وهي خطوات تنطلق عادة مع بداية شهر نونبر وتمتد إلى حدود منتصف شهر دجنبر، بحسب تقاليد العمل الفلاحي في المنطقة.
وخلال زيارة ميدانية لمنطقة أمزميز، رصدت جريدة النهار نيوز المغربية تحركات الفلاحين في الحقول، وهم يباشرون عملية زرع القمح والشعير باستخدام وسائل تقليدية ما تزال محافظة على حضورها، سواء عبر المحاريث الحديدية البسيطة أو باستعمال الدواب، في ظل محدودية الإمكانيات المادية وتراجع المعدات العصرية لدى معظم الفلاحين الصغار.
ورغم قساوة البرد وإرتفاع كلفة الإنتاج وضعف الموارد المائية، يواصل فلاحو أمزميز العمل بعزيمة كبيرة وإصرار واضح، مؤكدين أن ارتباطهم بالأرض يدفعهم للاستمرار في الإنتاج مهما كانت التحديات. كما يأملون في أن تعرف الأسابيع المقبلة تساقطات مطرية تعيد الحيوية للتربة وتُحسن ظروف الموسم الفلاحي
ويعكس إنطلاق موسم الحرث بهذه الوتيرة، مرة أخرى، روح الصمود لدى فلاحي المنطقة وقدرتهم على مواجهة الظروف المناخية الصعبة، معتمدين على خبرات متوارثة وإرادة لا تنكسر في سبيل الحفاظ على نشاطهم الفلاحي الذي يشكل مصدر رزق آلاف الأسر بأمزميز والمناطق المجاورة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
