تحديات تنموية بجماعة الطايفة بإقليم تازة تفاقم من عزلة ساكنة الجبال في هذه المنطقة

abdelaaziz63 ساعات agoLast Update :
تحديات تنموية بجماعة الطايفة بإقليم تازة تفاقم من عزلة ساكنة الجبال في هذه المنطقة

إدريس المؤدب “

إذا كانت بعض التجمعات السكنية والدواوير المتفرقة على مستوى جماعة الطايفة بإقليم تازة قد استفادت من النزر القليل من المشاريع التي تدخل في إطار التجهيزات الأساسية والخدمات العمومية، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام لتغطية احتياجات ساكنة كل دواوير باب الجنان وباب دماطيم وولاد عزوز وقشامرة المنتمية لنفس الجماعة .

هذه الدواوير تربطها طريق واحدة يتم تكسيتها بالتراب لمرات عديدة بسواعد الساكنة المستهدفة ، وهي الممتدة على طول 5 كيلومترات إلى حدود الطريق الإقليمية المؤدية لضريح سيدي أحمد زروق ، لتكون سالكة لمرور العربات والسيارات ، لكنها سرعان ما تتحول إلى طريق الموت في المواسم الماطرة بفعل الأحوال الجوية وانهيارات التربة ، خصوصا وأنها تتواجد على منعرجات خطيرة . ناهيك عن افتقادهم لمجموعة من التجهيزات الأساسية كالماء الصالح الشرب ، والإنارة العمومية والمدارس .
ساكنة هذه الدواوير المحافظة تعيش على وقع التهميش والإقصاء ، بحيث لا يتوفرون على أدنى شروط العيش الكريم ، أغلبهم لا زال يعيش في أكواخ بنيت في عهد أسلافهم بالقش والطين .
حجرات الفرعيات المدرسية على قلتها تعرف تكدسا للتلاميذ بمستويات دراسية مختلفة ، يسهر على تعليمهم أستاذ واحد يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع ثلاثة مستويات في الحصص المدرسية ، ما يؤثر سلبا على التعليم والتحصيل ، ويؤثر كذلك على المجهود البدني والصحي للأستاذ ، الذي يضطر في الغالب إلى تصنيف التلاميذ حسب مستوياتهم الدراسة بطريقة تحد من استيعابهم للدروس .
افتقاد بعض التجمعات السكنية للإنارة العمومية يرخي بضلاله على أمنهم وسلامتهم ، نظرا لتواجدهم في أماكن منعزلة ما يجعلهم عرضة للسرقة وهجوم جحافل الخنزير البري على مزروعاتهم المعيشة ، و سلامتهم الجسدية .
شح مياه الصالحة للشرب بسبب تعاقب سنوات الجفاف ونضوب مياه الترع والعيون والآبار ، جعلت الساكنة تنظم رحلات يومية على مثن الدواب المحملة بالعبوات البلاستيكية إلى عين قشمار ، الوحيدة في المنطقة التي لازالت تصارع الجفاف ، حيث ينتظرون بدورهم لساعات في طوابير طويلة ، يحملون أملهم في الحصول على قليل من الماء للإستعمال المنزلي ، فرغم بناء سقابات أغلبها تحول إلى نصب تذكاري دون ربطها بالماء ، إلا أن المزودة بهذه المادة الحيوية غير كافية لتلبية المطالب الأساسية لتوريد البهائم وقطعان المواشي والإستعمال الشخصي .
الوضع أصبح لا يطاق والمنطقة بأمس الحاجة لحلول جذرية ، وتدخلا سريعا من السلطات المعنية ، وتعبئة الجهود المحلية والجهوية ، لتنفيذ مشاريع تنموية مستدامة للحد من الهجرة القروية ، وإعادة الإعتبار لساكنة هذه الدواوير الذين يعيشون التهميش والإقصاء في منطقة جبلية صعبة التضاريس لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading