يصدر قريبًا في العالم العربي كتاب “الثورة الإبراهيمية للمفكر والكاتب الإسرائيلي توم وايغنر ، في نسخته العربية المنتظرة،
مصحوبًا بمقدمة خاصة كتبها الكاتب المغربي والصحفي في جريدة النهار نيوز محمد اكن، الذي بادر إلى تقديم هذا العمل إلى الساحة الثقافية العربية انطلاقًا من إيمانه بأهمية الحوار الإنساني بين الثقافات والأديان.
يمثل الكتاب، الذي أثار اهتمام الأوساط الفكرية في الغرب منذ صدوره بالإنجليزية عام 2024، مشروعًا فكريًا جريئًا لإعادة تعريف العلاقة بين الدين والإنسان والمستقبل، من خلال العودة إلى الجذر الإبراهيمي المشترك الذي يوحّد الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.
ويرى وايغنر أن هذا الجذر الإنساني يمكن أن يكون أساسًا لبناء عالمٍ أكثر عدلاً وتفاهمًا، إذا أُعيد اكتشافه خارج دوائر الخلاف السياسي والطائفي.
في مقدمته للنسخة العربية، يوضح الكاتب محمد اكن أن إدخال هذا العمل إلى القارئ العربي ليس مجرّد ترجمةٍ لكتابٍ غربي، بل مبادرة فكرية تهدف إلى توسيع مساحة الحوار الثقافي بين الشرق والغرب.
ويقول محمد اكن:
أن الثورة الإبراهيمية ليست دعوة دينية بقدر ما هي نداء إنساني لإعادة اكتشاف الجذر المشترك بين البشر. فالإبراهيمية هنا ليست مذهبًا جديدًا، بل وعيًا جديدًا يجعل الإيمان طريقًا نحو الإنسان، لا أداةً للانقسام.”
يقدّم الكتاب رؤية فكرية متوازنة تتجاوز المفهوم التقليدي لحوار الأديان، ليطرح ما يسميه المؤلف بـ “الثورة الإبراهيمية” – أي ثورة في الفكر الإنساني تدعو إلى تحويل القيم الروحية المشتركة إلى مشروع حضاري عالمي يقوم على العدالة والتعاون والمصالحة.
ويرى وايغنر أن السلام الحقيقي يبدأ من داخل الوعي، وأن المستقبل لن يكون لمن يملك القوة، بل لمن يمتلك القدرة على بناء الثقة والاحترام المتبادل بين الشعوب.
تُعد النسخة العربية من الثورة الإبراهيمية خطوة مهمة في مسار الفكر العربي المعاصر نحو الانفتاح على الحوار الثقافي العالمي، خصوصًا في زمنٍ تتعاظم فيه الحاجة إلى خطابٍ جديدٍ يتجاوز الكراهية وسوء الفهم بين الشعوب.
فالكتاب يقدّم، من خلال طرحٍ عقلاني وروحي معًا، تصورًا لمستقبلٍ إنسانيٍّ أكثر وعيًا ومسؤولية، يستعيد الإنسان فيه مكانته كقيمةٍ كونيةٍ مشتركة، لا كهويةٍ متصارعة.
ومن المقرر أن يُطلق الكتاب رسميًا في عدد من العواصم العربية خلال العام القادم، ضمن سلسلة فعاليات فكرية وإعلامية تُنظَّم بالتعاون مع مؤسسات ثقافية عربية ودولية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والكتّاب وصنّاع الرأي.
ويؤكد الكاتب محمد اكن في ختام بيانه أن صدور النسخة العربية من الثورة الإبراهيمية
“يمثل خطوة صغيرة في مسار طويل نحو فكرٍ عالميٍّ جديدٍ يؤمن بأنّ المشترك الإنساني أكبر من الخلافات، وأنّ الحوار الصادق لا يُضعف الهويات، بل يمنحها معناها الحقيقي.”
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



