النهار نيوز المغربية: براهيم أيت صويف
ما يحدث في بعض أحياء تامنصورت اليوم لم يعد يحتمل، ولم يعد مجرد مظهر من مظاهر الإهمال، بل أصبح جريمة صامتة ترتكب في حق الساكنة، تحت أنظار السلطات التي اختارت الصمت والتغاضي ، وكأن أرواح الناس لا تهم، وكأن أمن الأطفال وسلامتهم لا تعني شيئا .
عشرات البنايات المهجورة تركت على حالها، بلا أبواب، بلا حراسة، بلا سياج، بلا قيمة عمرانية أو قانونية، لكنها تحولت بفعل الإهمال إلى أوكار مفتوحة للجريمة والانحراف والمخدرات ، تجمعات مشبوهة ، سرقات، أصوات ليلية مرعبة، وممارسات تنذر بالأسوأ ، من يتحمل مسؤولية هذا التسيب؟ ومن يملك الجرأة ليقول كفى؟
الساكنة تعيش حالة من الهلع اليومي، خصوصا أولئك الذين يقطنون بالقرب من هذه “البنايات الملعونة” أطفال يغامرون بالاقتراب منها في غفلة من أسرهم، وقد يسقط أحدهم أو يتعرض لاعتداء، آنذاك فقط، ستفتح التحقيقات، وستكال التصريحات ، بعد فوات الأوان كالعادة .
تامنصورت، التي وعدت بالتنمية والنظام والتحضر، أصبحت في بعض أطرافها مرتعا للفوضى والتسيب .
أين السلطات المحلية؟ أين مجلس الجماعة؟ أين المقاربة الأمنية؟ أين تفعيل القانون؟ هل تنتظرون كارثة حتى تتحركوا؟
إن ما يحدث اليوم لا يجب السكوت عنه، ولا يقبل تبريره أو الالتفاف حوله .
الساكنة السوم تطالب من الجهات المعنية:
-إحصاء شامل لكل البنايات المهجورة.
-تسييجها أو هدمها فورا إذا ثبت أنها لا تخدم أي غرض قانوني .
-فتح تحقيق في الجهات المالكة لها، وتغريم من يتعمد تركها بهذه الطريقة .
-توفير دوريات أمنية خاصة في الأحياء المتضررة.

فسلامة سكان تامنصورت، وعلى رأسهم الأطفال، ليست محلا للمساومة أو الانتظار.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

