عرفت مدينة آيت أورير يوم أمس تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان “التدبير الجماعي ومداخل التنمية”. وكان من المنتظر أن تشكل هذه الندوة فضاء للنقاش الرصين حول قضايا التنمية المحلية وتدبير الشأن العام، غير أن الحدث عرف ارتباكا واضحا وفوضى تنظيمية أثرت بشكل سلبي على سيره ومضمونه.
فمنذ البداية، لوحظ ضعف التنسيق بين الجهات المنظمة، سواء على مستوى الاستقبال أو التسيير أو احترام البرنامج الزمني، إضافة إلى غياب وضوح في أدوار اللجنة المنظمة، مما جعل الندوة تفقد إطارها الأكاديمي والحواري الجاد.
الأجواء داخل القاعة زادت توترا بسبب المشاحنات الكلامية والاستفزازات التي صدرت عن بعض أعضاء اللجنة المنظمة تجاه عدد من الحاضرين، من بينهم أعضاء من المجلس المسير لجماعة آيت أورير، وهو ما حول النقاش من فضاء للحوار إلى حالة من التوتر والجدل غير المجدي.
وقد عبر العديد من المتتبعين عن استيائهم من هذا السلوك غير اللائق، معتبرين أن مثل هذه التصرفات تسيء إلى صورة النقاش العمومي وتفقد مثل هذه اللقاءات قيمتها وأهدافها الحقيقية.
ورغم أهمية الموضوع وراهنيته، إلا أن سوء التنظيم وسوء تدبير النقاش جعلا الندوة لا ترقى إلى مستوى تطلعات المشاركين والمتتبعين، خصوصا وأن موضوع التدبير الجماعي ومداخل التنمية من القضايا الكبرى التي تستحق معالجة جادة ومسؤولة.
في المقابل، دعا عدد من الفاعلين الجمعويين والثقافيين إلى ضرورة استخلاص الدروس من هذه التجربة، وإعادة النظر في طريقة تنظيم اللقاءات المستقبلية، بما يضمن الاحترام المتبادل، والانفتاح على الرأي الآخر، والاحترافية في التسيير، حتى تظل آيت أورير فضاء للحوار البناء وخدمة الصالح العام.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
