من عزيز الدروش إلى الشعب المغربي كفى من تخدير و تدمير العقول أفيقوا قبل أن يضيع الوطن

رحال الانصاري24 أكتوبر 2025Last Update :
من عزيز الدروش إلى الشعب المغربي كفى من تخدير و تدمير العقول أفيقوا قبل أن يضيع الوطن

بقلم : عزيز الدروش فاعل ومحلل سياسي

يا أبناء وطني
لقد بلغ العبث مداه وآن أوان قول الحقيقة كاملة دون خوف ولا تجميل
المغرب الذي يصفق له العالم في ملاعب لعبة *كرة القدم* هو نفسه المغرب الذي ينهار في المدارس والمستشفيات ويُذل فيه المواطن في الإدارات وتُهان فيه كرامة الكفاءات والعقول المنتج و المستقلة.
دولة تبني الملاعب بمليارات الدراهم وتترك التلاميذ في أقسام مكتظة بلا كراسي و لا نوافد والمرضى على الأرض بلا علاج و الاجهجة الطبية عاطل أو معطلة او منعدم والأساتذة والباحثين بلا تقدير

كيف نفسر أن الإرادة السياسية التي صنعت مجداً في لعبة *كرة القدم* تعجز عن صنع نهضة في التعليم أو الصحة أو البحث العلمي و توفير سكن يضمن احترام الحقوق الأساسية للمواطنين و محاربة الفساد والإستبداد والظلم والحكرة

الجواب بسيط ومؤلم الإرادة ليست مفقودة بل مُوجّهة لخدمة التسلية و التفاهة و الإحتقار بدل الوعي و الارتقاء
لقد فُضِّل تخدير الشعب بالفرجة على تحريره بالعلم

بل الأخطر أن الدولة نجحت في تغيير أحلام أطفال المغرب
لم يعد الطفل المغربي يحلم أن يصبح طبيباً أو أستاذاً أو مهندساً أو طيارا
بل أن يصبح نجماً كروياً يملك الملايين
لأن الإعلام الرسمي والأحزاب والجمعيات زرعوا في ذهنه أن المجد والاحترام لا يأتيان من العقل والعلم بل من الركض خلف و همي لعبة كرة الكرة
هكذا اغتيل الحلم جيل بأكمله ، ودُفنت المدرسة وتحوّلت القدوة من العالِم إلى لاعب ومن المفكر إلى المؤثر التافه الفاسد المضلل.

وفي المقابل سقطت ألعاب القوى والملاكمة والتنس وهي الرياضات التي حملت راية المغرب لعقود لأنها لا تصنع الفرجة المطلوبة ولا تُستعمل لتلميع صورة السلطة تم تهميش أبطال المغرب الحقيقيين الذين رفعوا العلم في المحافل العالمية لصالح لاعبين تُدفع لهم الملايين من المال العام فقط لأنهم يملكون جمهوراً يُصفّق ويُغطي على الفشل

أما الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات التي ترفع شعار حقوق الطفل والكرامة فقد تحولت إلى أدوات لتبرير التخلف واستنزاف المال العام
تتحدث عن الحقوق في الندوات والفنادق الفاخرة بينما أطفال المغرب يُرمى بهم في الشوارع أو يُستغلون في الدعاية الرياضية والإعلامية

أيها الشعب المغربي
هذه ليست صدفة ولا قدراً بل مشروع ممنهج لتكليخ الأجيال وصناعة التفاهة حتى يبقى الشعب منشغلاً بالكرة والمهرجانات وينسى الفقر والفساد والظلم والحكرة

إن المجد الحقيقي لا يُصنع في الملاعب بل في المدارس و الجامعات و المعاهد والمختبرات والمصانع
والوطن لا يبنى بالتطبيل بل بالعمل الميداني لتحقيق العدالة والعلم والكرامة الإنسانية.

كفى من تزييف الوعي
كفى من تحويل الرياضة إلى قناع يخفي فساد السياسة و السياسيين والنقابيين والإعلاميين الذين باعوا الأوهام لشعبهم
كفى من المتاجرة بأحلام الأطفال والشباب

لقد حان الوقت لاستعادة البوصلة الوطنية وإعادة الاعتبار للتعليم وللعقل وللقيم و المبادئ .
فلا نهضة بدون وعي، ولا وعي بدون مدرسة حرة و ديمقراطية ولا كرامة بدون عدالة ومحاسبة

يا أبناء وطني
إن لعبة *كرة القدم* قد تُسعدنا يوماً، لكنها لن تُخرجنا من الفقر والجهل والهشاشة والتفاهة و والفساد والإستبداد والظلم والحكرة.
العقل هو نجمنا الحقيقي والعلم هو طريقنا الوحيد نحو الحرية

فلنصحو قبل أن نصبح جمهورية كرة بلا مواطنين بلا كرامة وبلا مستقبل

*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*

*عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي*


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading