أعادت الدعوة الملكية لتشجيع الشباب على خوض غمار الانتخابات النقاش حول دور الأجيال الجديدة في تجديد المشهد السياسي بإقليم الحوز، الذي ظل لعقود رهين الوجوه التقليدية والولاءات الانتخابية المتوارثة. فمشروع القانون التنظيمي الذي صادق عليه المجلس الوزاري برئاسة جلالة الملك محمد السادس، والقاضي بتمكين الشباب دون سن 35 سنة من الترشح المستقل مع دعم مالي يغطي 75% من مصاريف الحملة الانتخابية، يُعدّ فرصة تاريخية لضخ دماء جديدة في العمل السياسي، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف التمثيلية الشبابية داخل المجالس المنتخبة.
غير أن التساؤل الذي يفرض نفسه اليوم هو: هل يملك شباب الحوز الجرأة والقدرة لتحويل ما يرفعونه من شعارات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فعل سياسي ميداني؟ فالكثير من هؤلاء الشباب يعبرون عن وعي سياسي ورغبة في التغيير، لكنهم يترددون في مواجهة تعقيدات الواقع الانتخابي وموازين القوى داخل الأحزاب. وبين إرادة ملكية واضحة لإشراكهم في تدبير الشأن العام، وواقع محلي تحكمه الحسابات الضيقة، يبقى الرهان الحقيقي هو قدرة شباب الحوز على الانتقال من مرحلة الخطاب إلى مرحلة الفعل والمبادرة السياسية الفاعلة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.