✍️ بقلم: مولاي يوسف بدرالدين – فاعل حقوقي
في كل مرة يخرج فيها المواطنون المغاربة للاحتجاج على الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، يطرح السؤال نفسه: أين السياسيون؟ لماذا لا نرى برلمانياً واحداً أو زعيماً حزبياً يقف في الصفوف الأمامية بجانب الشعب؟ هل يعيش هؤلاء في بلد آخر؟ أم أن مصالحهم أقوى من ضمائرهم؟
السياسيون أسرى الامتيازات
السياسي المغربي غارق حتى الأذنين في شبكة الامتيازات. راتب مريح، معاش مضمون، تعويضات سخية… كيف له أن يحتج على منظومة تمنحه كل هذا؟ الصمت بالنسبة له ليس ضعفاً بل اختياراً واعياً، حفاظاً على امتيازات يعلم جيداً أنها لن تدوم إذا قرر النزول مع الشعب.
الاحتجاج ضد النفس
لنكن صرحاء: لو خرج السياسي للاحتجاج اليوم، فكأنه يحتج ضد نفسه. هو جزء من الأزمة، بل مساهم في صناعتها. من صوّت على قوانين أرهقت جيوب المواطنين؟ من وافق على ميزانيات هزيلة للتعليم والصحة؟ إنهم السياسيون أنفسهم. لذلك يفضلون التواري خلف البيانات الباردة ولغة الخشب، بدل مواجهة الشعب بالحقيقة.
الخوف من خسارة الكرسي
الكرسي عند السياسي أغلى من الموقف. هو يدرك أن أي تحرك احتجاجي قد يكلّفه مستقبله السياسي أو مكانته داخل حزبه. وهكذا يتحول من “ممثل للشعب” إلى مجرد موظف يخشى غضب السلطة، ويُفكّر فقط في كيف ينجو بنفسه إلى الانتخابات المقبلة.
الشعب وحده في الميدان
في المقابل، الشعب المغربي بكل فئاته – الطلبة، الأساتذة، المعطلون، العمال – يملأ الساحات والشوارع. وحده يتحمل تكاليف الغلاء ويصرخ في وجه الظلم. بينما السياسيون اختاروا دور المتفرج أو الوسيط، يتحدثون باسم الشعب دون أن يعيشوا معاناته.
الخلاصة
السياسيون المغاربة لا يحتجون لأنهم ببساطة مستفيدون من الوضع القائم، خائفون على امتيازاتهم، ومرتهنون للمنظومة التي صنعتهم. أما الشعب، فقد تُرك وحيداً في مواجهة الغلاء والفساد. وهنا تطرح الأسئلة المقلقة: إلى متى سيظل المواطن يقاتل وحده؟ وهل يمكن إصلاح السياسة في المغرب ما دام السياسي يفضل الكرسي على الكرامة؟
[22/09, 08:28] anaharnews: ☝🏾☝🏾☝🏾☝🏾
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.