متابعة
كندا /28 يوليوز 2025 / يتفاقم انزلاق الكنديين في مشاكل مالية والأرقام تنذر بكارثة، بعد ان اصبح عدد كبير من المواطنين يواجهون صعوبة في سداد القروض البنكية وبعض الفواتير.
وافادت مصادر إعلامية كندية انه وفقا لدراسة وطنية أجرتها “Money.ca” ارتفعت معدلات تخلف الكنديين عن سداد الديون بنسبة 19.14 في المئة على أساس سنوى، لتصل الآن إلى 1.43 في المئة، وهذا يزيد عن خمسة أضعاف معدل نمو الديون، الذي ارتفع بنسبة 3.79 في المئة فقط ليصل متوسطه إلى 21,810 دولارات في الديون غير العقارية.
وأوضحت الدراسة حسبت المصادر ذاتها ان اغلب الكنديين يقترضون لمجرد الصمود – وحتى هذا لم يعد كافيا، مشيرة إلى أن الأغلبية تحاول استعادة السيطرة قبل أن تتفاقم الأمور، وفي الوقت نفسه، ارتفع الاهتمام بـ “قروض يوم الدفع ” بنسبة 27.6 في المئة مما يُشير إلى أن آخرين يلجؤون إلى مساعدات مالية باهظة لتغطية نفقاتهم اليومية.
ولا يقتصر الأمر على التخطيط المسبق فحسب، فالناس يستعدون للأسوأ ، حيث ارتفعت عمليات البحث عن “الإفلاس” الشخصي” بنسبة 4 في المئة ،و “الحجز على الأجور” (وهي عملية قانونية لحجز الأجور ) بنسبة 6 في المئة، و اقتراح المستهلك ” بنسبة 3 في المئة، فيما شهدت عمليات البحث عن “دمج الديون” ارتفاعا بنسبة 8 في المئة، مما يعكس رغبة في خطط سداد أبسط.
واكدت ان الوضع المالي لكندا يختلف اختلافا جذريا، ففي بعض المناطق، يتمكن السكان من إدارة أمورهم، بينما في مناطق أخرى، يكون الضغط هائلا ، حيث تتصدر مقاطعة كيبيك البلاد في نمو معدلات التخلف عن السداد. بنسبة 24.16 في المئة، على الرغم من أن متوسط الدين لم يرتفع إلا بنسبة متواضعة بلغت 2.68 في المئة ولا تختلف مقاطعة أونتاريو كثيرا عن ذلك، حيث ارتفعت معدلات التخلف عن السداد بنسبة 23.78 في المئة، مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع تكاليف المعيشة بالمدن الكبرى مثل تورنتو .
ومن المثير للدهشة أن “نيوفاوندلاند” تظهر اتجاها معاكسا فرغم ارتفاع ديونها بنسبة 7.78 في المئة وهي الأعلى في كندا – إلا أن معدل التخلف عن السداد فيها انخفض بنسبة 0.46 في المئة مما يشير إلى مرونة محلية.
وشهدت المقاطعات الأصغر مثل “جزيرة الأمير إدوارد” زيادة في الديون بنسبة 5.47 في المئة وارتفاعا في معدلات التخلف عن السداد بنسبة 5.94 في المئة، وهو أمر لا يزال مقلقا، ولكنه بعيد عن منطقة الأزمة.
واشارت الدراسة إلى أنه لا توجد فئة عمرية بمنأى عن هذه الصعوبات المالية، ولكن أسباب معاناة كل فئة عمرية تختلف، إذ يتعرض الشباب من (18 إلى 25 عاما) لضغوط مالية كبيرة في وقت مبكر، حيث ارتفعت معدلات التخلف عن السداد بنسبة 17.02 في المئة على ديون صغيرة نسبيا (متوسطها (8,267 (دولارا)، ويعود ذلك أساسا إلى الجمع الصعب بين انخفاض الدخل وقلة الخبرة الوظيفية.
ويواجه من هم على مشارف التقاعد (من 56 إلى 65 عاما) أزمة مالية خانقة، حيث ارتفعت ديونهم بنسبة 6.28 في المئة ، تليها معدلات التخلف عن السداد بنسبة 16.88 في المئة،
كما عرفت معدلات التخلف عن السداد بنسبة 8.12 في المئة بالنسبة للمتقاعدين البالغين 65 عاما وما فوق نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة والرعاية الصحية بما يتجاوز الدخل الثابت.
ويعد التخطيط للتقاعد حسب هذه الدراسة أمرا صعبا عندما لا يزال الشخص يسدد ديون تثقل كامله.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.