الويل لأحزاب يقودها التافهون… ويُخزى فيها القادرون المنتجون!*

abdelaaziz66 يوليو 2025Last Update :
الويل لأحزاب يقودها التافهون… ويُخزى فيها القادرون المنتجون!*

عزيز الدروش 

 

في زمن الأزمات وتفاقم التحديات الإجتماعية والإقتصادية ، تنكشف عورة الحياة السياسية حين تتصدر واجهتها شخصيات تفتقر إلى الكفاءة والرؤية و المبادرة، بينما يُقصى أو يُهمَّش أو يطرد و يحاكم من يملكون القدرة على الإنتاج و التنظير والإخلاص. *الويل لأحزاب يقودها التافهون، ويُخزى فيها القادرون* ليست مجرد عبارة بل تلخيص دقيق لحالة الإنحدار التي تشهدها جل الأحزاب السياسية في عالمنا العربي، والمغرب نموذج صارخ وحي لذلك.

 

قيادة تافهة و ضعيفة… وإنهيار المعنى السياسي النبيل

 

تُفرز العديد من الأحزاب قياداتها اليوم لا بناء على البرامج و المشاريع والكفاءة و الحنكة السياسية، بل عبر الولاءات الضيقة، الزبونية السياسية، والمال الانتخابي. التافهون هنا ليسوا فقط عديمي الكفاءة، بل أولئك الذين يُفرغون الفعل السياسي من معناه الحقيقي و الدستوري، ويحولونه إلى أصل تجارية من أجل تسويق الوعود و بيع الوهم للشعب أو أداة لخدمة المصالح الشخصية الخاصة و الزمرة الفاشلة و الفاسدة. هؤلاء يفتقرون للرؤية الوطنية والوعي العميق بقضايا الوطن و هموم الجماهيرالشعبية الكادحة و الطبقة الوسطى، مما يجعل الحزب أداة تعطيل و إبقاء الوضع على ما هو عليه لضمان بقائهم بدل أن يكون قوة إقتراح وإصلاح و إبتكار.

 

إقصاء القادرين… خوفًا من إزاحتهم من القيادة أم حسدًا؟

 

في المقابل، يُهمَّش من يملكون الكفاءة، و الإستقلالية، و الإبتكار، والنزاهة، والقدرة على التغيير الحقيقي، لأن وجودهم يهدد توازنات الفوقيين، ويُظهر هشاشة القيادات الحالية. القادرون يصبحون إما خصوماً داخل الحزب أو يُدفعون إلى الانسحاب أو يطردون من الفضاء السياسي نهائياً، مما يُفرغ الحياة الحزبية من روحها ويجعلها مجرد واجهات فارغة و ديكور يأثت لديمقراطية وهمية.

 

النتيجة: أحزاب بلا مشروع

 

هذا الإنحراف في قيادة الأحزاب ينعكس على ضعف المشاركة السياسية، العزوف الشعبي و *الشباب خصوصا*، فقدان الثقة في الفاعلين السياسيين لأن جلهم فاسدين و مجرمين *محاكمة مجموعة كبيرة من المنتخبين الكبار و الصغار*، بل وإحتقار المواطن للشأن العام. أحزاب تُدار كضيعات خاصة بالأمناء الأحزاب، لا تمتلك رؤية إصلاحية، وتُستعمل لتزكية قرارات فوقية و تكريس الواقع المر بدل مساءلتها و إنتاج سياسات ناجعة.

 

في الخاتم

 

إن التحذير في هذه القولة “الويل لأحزاب يقودها التافهون ويُخزى فيها القادرون” ليس فقط إدانة أخلاقية، بل ناقوس خطر حول ما ينتظر أي مجتمع يُسند القيادة لمن لا يستحقها، ويُقصي من يملكون القدرة على البناء. فلا ديمقراطية حقيقية بدون أحزاب قوية ، ولا أحزاب قوية و ديمقراطية و عادلة بدون قيادات راقية، ولا مستقبل لبلد تُخنق فيه الكفاءات باسم الولاء والمصلحة الشخصيةالضيقة ثم المصلحة الحزبيةو في الأخيرمصلحة الوطن إن وُجدت.

 

و من هنا نجدد القول *من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*

*عزيز الدروش فاعل سياسي و جمعوي*


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading