بقلم شيخ خريبكي..
اخترنا لكم تدوينة لأحد نشطاء الموقع الأزرق لفاعل جمعوي ووجه معروف بحبه للفوسفاطية ..
و من جمعيات المجتمع المدني بخريبݣة للأخ عبد الهادي حنين :
قمة السكيزوفرينيا ..!
مهرجان السينما في مدينة بدون سينما او معهد سينمائي، او مركز للسمعي البصري و المهن السينمائية، أو فضاء للتصوير الس
الأستاذ المحامي عبد الصمد خشيع يدون هو الأخر ما يلي :
بعد أن وُضعت خريطة إفريقيا تحث الاقدام فوق البساط الاحمر بمهرجان السينما بخريبكة ،وبحكم دلالة الصورة، يستدعي الأمر المحاسبة..!
ولكن من سيحاسب من سيدي عبد الصمد .. ؟!؟
▪️ أكتب لكم من مدينة يُكْرَهُ ويَكْرَهُونَ فيها البستان والورد والزهر ويعشقون الياجور والإسمنت والملايير من غول العقار وما يحوم حوله من تقسيم للمتر المربع و السكن الاقتصادي .. والكل يعرف ذلك وعلى علم اليقين ..ومن اكتوى بلهيب أسعار الأرض عندنا كي يحصل له عن قبر الحياة ،ووقع شيكا على بياض للبنك مقابل استنزاف راتبه الشهري لدهر من الزمن أدناه عشرون سنة بضرائبها وفوائدها لكل المتدخلين..ويطلبون منك المزيد من الفعالية والعطاء في شغلك ومهنتك وأنت راتبك يبتلع ثلثه الكريدي ،وتعيش في سكن هو ليس لك بل مرهون للبنكة وللدولة إلى يوم يبعثون تحت شعار :(( بحال الكرا بحال الشرا ..!!)) مدينة ميتة .. بدون خضرة كثيفة وبدون مناظر طبيعية جذابة ولا سياحية ولا بحرا عفوا كان عندنا البحر..كان هاهنا ولولاه لما وجدنا أنواعا من الأنياب لحيثان ضخمة وكبيرة وكذلك الديناصورات ..!
وكم كنت أعيش السريالية في الواقع لما ظل المناضلون في هكذا نقابات معلومة لما يكرمون مناضلا قريبا منهم و بلغتنا العامية كانوا يقدمون له طابلو tableau من مجموعة من الأنياب للحوت الأبيض والأزرق المتواجدة في الحفريات من طرف شباب اتخذوها شغلا مدرا للدخل في غياب تشغيل أبناء المنطقة إلا في هكذا مناسبات تاريخية قد مرت..!!
من مدينة العجاج والغبار والقطار والفوسفاط والعمال.. والتي وأدوا حديقتها العمومية الوحيدة ، بسبق الإصرار والترصد بحثا لهم عن الكنز المطمورفي أرض استراتيجية بوسط المدينة قرب المكانة ..تلكم المعلمة شبه التاريخية إن شئت لما عمرت بيننا التي بها نعرف وتراقب زماننا خارج تاريخ وجغرافيا التنمية البشرية الحقيقية بالمملكة الشريفة ..وبالمناسبة لقد تعبت وشعرت بمرض مزمن يسري في جسدها لكثرة التدخلات لعلاجها في كل مرة ،وإن لم نراقب المكانة وعقاربها سينفلت منا زمان المدينة ونضيع في تقلبات الزمن أو اللازمن..!!
وحصل ما حصل للحديقة العمومية المعلومة..ووقع ما وقع في مجال تغيير الهوية التي وجدناها نحن الخريبكيين في التراب الأصفر والحجارة ..ولنا علامة صفراء بارزة في أسناننا الأمامية أمست سبة في حقنا.. كلما سافرنا خارج ديارنا ..!
وهم الذين سارعوا في ذاك الزمن الذي اجتاح فيه السكن الاقتصادي مدن المغرب التي فيها “العاقة “بطبيعة الحال و من أجل إنبات أشجار من إسمنت وفولاد لا يحركه ريح ولا تطوف حوله فراشات..
ولا تطن على أزهاره نحلات ..!
وكنا شهداء على المجزرة حينذاك للغطاء الأخضر ..!
واليوم يوهموننا بالحزام الأخضر الذي مر عليه من الزمن ما جعل الساكنة تشك في وجوده من أصله ..! رغم أننا نرى ما نراه من تقليب وحفر في أماكن معينة ..ومنها ما حفر من طرف بعض الشركات وظل حاله..ومنه من حفر لانتهاء صلاحيته في انتظار تعميق الحفر واتساعها كي تسبح فيها الفراخ في حر الشتاء ،ولم تتطوع جمعية حيوانية بملئها بالماء في غياب المال وإجهاده بلافوكا وغذاء الغرب الفقير الذي يحتاج منا أن نقدم له غذاءه في إطار الشراكة الموسعة ..
حديقتنا العمومية ذكراها ستبقى ملتصقة بذكرى الأرض في ذاكرتنا الجماعية كساكنة ..!
وصدق من قال كل شيء تراثي وثقافي وبيئي وجمالي عندنا صارت تفسده يد الشيطان والمقصود بها السياسة والمال طبعا..
لقد كانت الحديقة العمومية رئة للمدينة الفوسفاطية التي تتنفس من خلالها هواءها النقي والصافي، ومكانا رائعاجدا لجيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات..!
وكانت تعتبر ملجأنا الوحيد في عز حر الصيف، وكذلك لما كنا نريد أن نفرج على أنفسنا في المساء ..وأنزلوا فيها عبر الباراشوت..! وعبر أجوائها ما أسموه حي الفردوس ، طبعا لأول وهلة تقول : إن الاسم كبير جدا .. والواقع يقول شيئا آخر..!
وفي تلك الحديقة انقرضت أشجارها الباسقة التي عمرت لسنين طويلة، قتلت معها بساتيننا الفواحة برائحة الورد بالجرافات ..وكله في سبيل السيد العقار المحترم ،واليوم لا نسامح أمام ربنا عز وجل من كان السبب في تدمير موروثنا التاريخي لساكنة المدينة بكاملها عبر الأجيال،لاننا ألفنا أن يعطونها ما تبقى وما شاط عن الجهة الموسعة في غياب نخبة سياسية بأغلبية تدافع عن مصالح المدينة ..!
ولكي نغير لكم ما يسطرونه من سطور في أذهان البعض ممن يجهلون بجهل أو هم جهلوا بجهلهم الوراثي.. وظنوا أننا نساق ونطبل ونغيط ونحن نشاهد ما نشاهده من بهرجة أصلا هي سينمائية فيما قبل وفيما بعد على حد قول الشاعر محمود درويش ..وكذلك عبر فلاشات وحضور وشخصيات وجداريات واستعراضات.. فذاك يعتبر بالفعل مستحيل من المستحيلات لطبقة من المثقفين المتحررين من الإدمان على كل شيء ..!
ويهضمون أي أكل يابس وبدون طعم ولا ملح.. وبالونات كبيرة من ألوان مكتوب عليها المهرجان الإفريقي للسينما الافريقية تجوب أجواءنا الفوسفاطية هذه الأيام وكله بتظاهرة اعتادوا أن يسمونها “السوليما الإفريقية..!”
ونحن لا يربطنا بها إلا هذا الملتقى الموسمي يظهر ويغيب حسب أهل الحال والقرار ونحن سوى كومبارس نزين لهم المشهد بحضورنا ولباسنا وابتسامتنا وصورنا أمام الملصقات والجداريات وتقاسمها عبر المحطات والمواقع بميديا سوشيال..!
-ولو قالوا لنا أهل عبدة و الفخار ((آسفي)) بمهرجان للصناعة التقليدية والسمك قبلناها وصدقناهم..
-وإذا ما قالوا لنا أهل دكالة العنب واليقطين وموسم مولاي عبد الله الشهير ((الجديدة ))بأسبوع الفرس قبلناها وصدقناهم.
-وقالوا لنا أهل عاصمتنا الرباط الأنوار المعرفة والعلم والثقافة ((بأسبوع الكتاب )) قبلناها وصدقناهم.
– وقالوا لنا اليوم أهل مكناس أرض البصلة والعنب (( بالملتقى الفلاحي الإفريقي )) كذلك قبلناها وصدقناهم
..لكن أن تقول لنا بأسبوع السوليما الإفريقية بخريبݣة …
بالطبع لن أقبلها ولن نستسلم للوهم ولا نجعل ما تحتاجه مدينتنا الثرية خريبݣة، وهي تقدم الملايير لخزينة الدولة وتستفيد من هكذا مهرجانات ثقافية في وقت هي في حاجة لمؤسسات ومشاريع كبرى التي تم التصويت عليها وحطت رحالها خارج ترابها ولم يبق لنا كساكنة إلا السوليما وافرحتاه علينا تحت شعار
” آش خاصك العريان قال ليه خاصني خاتم أمولاي..!”
فأنا كخريبݣي أريد كم مرة أن أقنع نفسي بأننا مدينة “السونيما” وليس بيننا وبينها إلا الخير و الإحسان ..
قد يصدقون ذلك أهل هوليود المغرب ورزازات لما لهم من إلمام كبير بالسينما الوطنية والعالمية ومشاركاتهم ككومبارس في أفلام عالمية.. ومنهم من ذهبوا بعيدا في هذا المجال الفني ..!
وفي أخيرا هذا الوجع الذي سببته لنا السوليما في ديارنا من ضيق في الصدر ومن توجه سريالي في التعامل مع مدينة ثرية ..فقيرة للأسف الشديد..واليوم ارتأينا أن نطل على ساكنة البيت الأزرق من شرفة بيت فوسفاطي و نبلغ سلامنا الحار ونهديهم ونهديهن مناصفة باقة ورد بلدي من إنتاج حديقتي المنزلية التي نرعاها كي تعطينا منتوجها الذي يحبه كل عاشق وكل إنسان قلبه رطب ورقيق يحب الجمال في الحياة والطبيعة..!
كل شيء يوحي بالكذب و الضحك الضحك والهزل من ثقافتنا..!!
كي نعايش الاعتباطية والدوغمائية وتكبر فينا الطفولة ويموت الأمل ونطرح السؤال
ونفهم بأن البحر ظلمات وأن الأمم تعيش الحضارة بنظافة الساسة وسمو العقل وحسن التربية وطهارة الأيادي من الاختلاسات..!!!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.