انتشار ظاهرة المختلين عقليا معضلة حقيقية وتحدي كبير تواجهه

abdelaaziz611 أبريل 2025Last Update :
انتشار ظاهرة المختلين عقليا معضلة حقيقية وتحدي كبير تواجهه

اعداد محمد السحيمي

 

اصبح انتشار ظاهرة المختلين عقليا في الآونة الأخيرة معضلة حقيقية وتحدي كبير تواجهه مدينة تمارة التي تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 10 كيلومترات دون أن نلمس أي إجراءات جريئة للحد من هذه الآفة التي تتطلب من جميع المواطنين من الاقارب والاصدقاء والجيران تقديم الدعم النفسي للمصاب باضطرابات نفسية ولأسرته، والقيام بحملات توعية سواء، عبر الإعلام الرسمي أو الخاص، بشتى منصاته المرئية والمسموعة والمكتوبة.

وفي هذا الصدد اعتبرت منظمة حقوقية مدينة تمارة نموذجا معبرا على انتشار هذه الظاهرة بشكل غير مسبوق في الاحياء خاصة أزقة وشوارع “حي المغرب العربي” وفي الغابة التي تطل على الحي الراقي “ولاد مطاع” ، مشيرة الى ان هؤلاء المرضى يتسكعون ويأكلون من بقايا المطاعم ومن صناديق القمامة، ويرتدون ملابس رثة ويتكلمون مع أنفسهم دون أن يطلبوا أي صدقة من أحد ، ويركنون في معزل عن الناس ويفترشون الارض، والمرض بادي على وجوههم .

وأوضحت أن ” تنامي هذه الظاهرة بمدينة تمارة أصبح يشكل كابوسا روتينيا ، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى قنابل موقوتة في فضاء المدينة ، قد تنفجر في وجه أي مواطن عبر تعرضه للاعتداء من طرف بعض المرضى نفسيا الذين يتسمون بسلوك عدواني في بعض الأحيان ، مشيرة إلى أن بعض المرضى أقدموا على تكسير واقيات السيارات وواجهات الزجاجية للمحلات ، دون تدخل السلطات المعنية من اجل نقلهم إلى مستشفى الامراض النفسية والعقلية لتلقي العلاج الضروري وتتبع حالتهم من طرف اطباء اخصائيين ،بدل وضعهم رهن الاعتقال “.

وأعربت هذه المنظمة “عن تخوفها أن يكون استفحال هذه الظاهرة راجع إلى ترحيل جماعي ممنهج يسعى الى إخلاء المدن الكبرى من المرضى المصابين باضطرابات نفسية على حساب المدن الصغرى ، التي تحتضن هذه الفئة من المجتمع التي تعيش في ظروف صعبة تفتقر إلى أدنى حقوق الانسان من مسكن ومأكل وملبس ودواء من أجل العلاج والرجوع إلى الحياة الطبيعية”.

من جهته قال رب أسرة في عقده الخامس من سكان مدينة تمارة ” لقد تخلينا عن ابننا البالغ من العمر 23 سنة بعد إصابته بمرض نفسي الذي يتطلب علاجا طويل الأمد لعدم القدرة على تتبع حالته المرضية وتوفير الدواء المكلف لشفائه ، مناشدا الجهات المختصة وجمعيات المجتمع المدني والمحسنين الى تكثيف الجهود من أجل العناية وتوفير العلاجات الضرورية لهذه الفئة التي أصيبت بأمراض نفسية ،وذلك بتوفير المزيد من المستشفيات ومراكز علاج الأمراض النفسية والادمان بجميع المدن المغربية والرفع من الميزانية المخصصة لهذه المؤسسات، وتتبع ومراقبة هذه الفئة من المجتمع المغربي عن طريق جلسات الاستماع مع أطباء مختصين ،وتوفير الدواء الذي يتطلب مصاريف باهظة ترهق كاهل العائلات الفقيرة”.

من جهتها صرحت السيدة وفاء وهي في الأربعينيات أنها نقلت ابنها البالغ من العمر 19 سنة الذي تنتابه هستيريا من حين لآخر ، إلى مستشفى الرازي بمدينة سلا، لكن رغم حالته المستعصية اكتفى الطبيب بكتابة وصفة طبية ، بحجة عدم وجود غرفة فارغة بالمستشفى ، مع العلم ان مصلحة المستعجلات لا تتعدى طاقتها الاستيعابية 33 سريرا”.

وفي تصريحات مماثلة أكدت بعض الأسر أن ابناءها الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30 سنة أصيبوا باضطرابات نفسية نتيجة تناولهم المخدرات بشتى أنواعها ، منها على الخصوص” مخدر الحشيش ، والاقراص المهلوسة ، والبوفة”، مشيرين إلى أن “هذه الحالة التي وصل اليها أبناءهم ترجع إلى انعدام فرص الشغل ، وقلة الملاعب الرياضية ، التي يجب ان تتوفر في كل حي ، فضلا عن انتشار باعة هذه الآفة في جميع أزقة وأحياء المدينة في واضحة النهار” .

وتعليقا على الموضوع، قال طبيب أخصائي في الأمراض النفسية والعقلية وعلاج الإدمان، أن أكثر الأمراض النفسية والعقلية شيوعا، تتشكل أساساً من “حالات الاكتئاب، والقلق النفسي والخوف المرضي، إضافة إلى مرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب والوسواس القهري”.

وأكد ان عدد الأسِرة بمستشفيات الأمراض النفسية والعقلية بالمغرب لا يتعدى 2431 سرير، موزعة على كامل البلاد، والتي يبقى عددها محدود مقارنة بعدد السكان الذي أصبح يبلغ 36.8 مليون نسمة حسب إحصاء 2024 .

ويرى أن هذه البيانات والأرقام الصادمة لا تلائم الكثافة السكانية وهو ما يستوجب تدخلا عاجلا ومراجعة شاملة فيما يخص تدبير الموارد البشرية بمجال الصحة النفسية والرفع من عدد موظفي الطب والتمريض والأخصائيين النفسانيين في مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية، وكذا مصالح الطب النفسي ووحدات مراكز طب الإدمان، من اجل وضع حد لبعض جرائم الاعتداء الجسدي التي يرتكبها مدمن المخدرات بشتى أنواعها والذي يكون في حاجة إلى العلاج بدل السجن.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading