أشاد المغرب والبرتغال بغنى وتنوع تعاونهما الثنائي في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك وفي الإعلان المشترك الذي توج أشغال الاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى، في دورته ال 14، برئاسة مشتركة لرئيس وزراء الجمهورية البرتغالية، أنطونيو كوستا ، ورئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أكد البلدان التزامهما بشراكة اقتصادية مربحة للجانبين موجهة نحو تنمية التجارة وزيادة مشاركة الفاعلين الاقتصاديين، بما في ذلك منظمات أرباب العمل في البلدين. وبخصوص مجال الاستثمار والتجارة، اتفق الطرفان على تشجيع التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين من أجل الاستفادة من أوجه التكامل المتبادل، ومواقعهما الاستراتيجية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين هؤلاء الفاعلين واتفق الطرفان على تطوير التعاون الصناعي حول القطاعات الواعدة من قبيل النسيج والجلود والطيران والقطاع البحري والطاقات المتجددة وقطاع السيارات.
فيما يتعلق بالتنقل، أكد المغرب والبرتغال أنها يتقاسمان الرغبة المشتركة في تعزيز تدفقات الهجرة المنتظمة والمنظمة والآمنة. في هذا السياق، جدد الطرفان التأكيد على أهمية اتفاقية تشغيل وإقامة العمال المغاربة بالجمهورية البرتغالية، الموقعة في 12 يناير 2022، بهدف خلق فرص تنقل عمالية مفيدة للطرفين وتحقيقا لهذه الغاية، اتفق الطرفان، بموجب الاتفاقية المذكورة، على تشكيل لجنة مشتركة تتألف من ممثلين عن السلطات المختصة لكلا الطرفين من أجل ضمان المراقبة المنتظمة وتبادل المعلومات.
كما أعرب الطرفان عن اهتمامهما بوضع اللمسات الأخيرة على مذكرة التفاهم بين المغرب والبرتغال لتعزيز تنقل الشباب.
من جهة أخرى، ترحب الرباط ولشبونة بالتعاون القائم في قطاعي النقل والبنية التحتية، لا سيما في مجال النقل البري والنقل الجوي والملاحة البحرية.
واتفق الطرفان على عقد اجتماع للجنة التقنية المشتركة فيما يتعلق بتنفيذ مخطط العمل الموقع على هامش الاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى في دجنبر 2017، والذي يهدف إلى تنفيذ مذكرة التفاهم للتعاون في قطاع الموانئ، الموقعة في فاتح شتنبر 2016 في لشبونة.
وبالمثل، يؤكد المغرب والبرتغال عزمهما على العمل على تقييم الظروف اللازمة لإطلاق خط بحري لنقل الركاب والنقل المختلط بين ميناء طنجة وميناء بورتيماو بأسرع وقت ممكن.
بالإضافة إلى ذلك، اتفق الطرفان على تحديث بروتوكول التعاون الموقع في يونيو 2010 بين المكتب الوطني للسكك الحديدية ونظيره البرتغالي (Comboios de Portugal).
كما رحب المغرب والبرتغال بالتعاون المالي الثنائي الممتاز بين البلدين، والذي ساهم في تنفيذ مشاريع استثمارية عمومية كبرى في المغرب، معربين عن رغبتهما في تقييم أشكال جديدة من التعاون المالي والتقني يمكن أن تؤدي إلى أدوات أكثر ابتكارا وتنوعا، تتكيف مع احتياجات وأولويات البلدين لتطوير المشاريع ذات الاهتمام المشترك.
وأشادا الطرفان بالتوقيع على التعديل رقم 2 لاتفاقية التمويل المتعلق بخط الائتمان الثاني الموقع في عام 2010 والمتعلق بتمديد فترة استخدام هذا الخط في مجال السياحة، تؤكد الرباط ولشبونة مجددا اهتمامهما بتحفيز التدفقات السياحية بين البلدين ، الأمر الذي له أهمية كبيرة في التقريب بين الشعبين وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من ناحية أخرى، يرحب الطرفان بعلاقات التعاون الممتازة في مجال الطاقة، ويعربان عن رغبتهما في استمرار هذه الشراكة في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في عام 2017 ، لا سيما مع عقد اجتماعات مجموعات العمل الموضوعاتية ووضع خطة عمل للعامين 2023 و2024 ، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقيةوتدرك البرتغال والمغرب أهمية زيادة تنسيق جهودهما فيما يتعلق بالربط البيني للطاقة، واتفقا في هذا الصدد على استكمال دراسات الجدوى اللازمة لإنجاز هذا المشروع بهدف تبادل الطاقة المتجددة بين أنظمة الكهرباء الخاصة بهما.
واتفق الطرفان على التوقيع قريبا على إعلان مشترك بين وزارة انتقال الطاقة والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية ووزارة البيئة والعمل المناخي بالجمهورية البرتغالية، بهدف تسريع تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
كما رحب البلدان بالتوقيع، في 8 نونبر 2022، على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف المنعقد في شرم الشيخ، على مذكرة التفاهم المتعلقة بخارطة الطريق بشأن تجارة الكهرباء القائمة على الطاقات المتجددة (SET Roadmap) بين المغرب والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ، بهدف تعزيز تكامل أسواق الكهرباء من المصادر المتجددة في الدول الموقعة.
ووافقا الطرفان على العمل معا من أجل التكامل التدريجي لأسواق الكهرباء المتجددة بين الدول الخمس الموقعة، ولا سيما من خلال تنفيذ سوق اتفاقيات شراء الطاقة للشركات الخضراء العابرة للحدود (Cross-Border Green Corporate PPAs).
كما رحب الطرفان بتوقيع مذكرة التفاهم في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين البلدين.
في مجال التعليم والتعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، يؤكد البلدان رغبتهما في تعزيز التبادل والتعاون بين مؤسسات التعليم العالي البرتغالية والمغربية، ومجمعات العلوم والتكنولوجيا والشركات الناشئة، وهيئات نظام العلوم والتكنولوجيا، وكذلك لتحفيز هذه المؤسسات والهيئات على تنظيم زيارات وإجراءات تعزز تعزيز التعاون مع نظرائهم.
فيما يتعلق بقطاع الثقافة، تتعهد البرتغال والمغرب بتعزيز الإجراءات الهادفة إلى النهوض بالحوار بين الثقافات والذاكرة والتعاون في قضايا التراث المشترك، ولا سيما فيما يتعلق بمراكز الترجمة الشفوية، من خلال تعزيز الروابط الثقافية بينهما.
في هذا الصدد، اتفقت البرتغال والمغرب على إنشاء مجموعة عمل مشتركة تهدف إلى التحضير للاحتفالات بالذكرى الثلاثين لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة في الرباط في 30 ماي 1994، وكذا الذكرى ال250 لمعاهدة السلام التاريخية بين البلدين الموقعة عام 1774.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الطرفان رغبتهما المشتركة في تطوير التعاون المستدام من حيث التخطيط الإقليمي والتخطيط الحضري والإسكان وسياسة المدينة، ويرحبان بتوقيع مذكرة تفاهم في مجالات “تطوير وتعزيز الإسكان في العالم القروي”.
وبالمثل ، تؤكد البرتغال والمغرب التزامهما بتعميق التعاون الثنائي، ولا سيما فيما يتعلق بمنع ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، ومختلف أنواع التهريب، ولا سيما الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والإرهاب وتمويله.
وجدد البلدان إدانتهما الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله، وتصميمهما على مكافحة هذه الآفة التي تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين وتهدد استقرار الدول.
كما أكد الطرفان على أهمية علاقات التعاون بينهما في مجال العدالة واتفقا على زيادة تبادل الخبرات في مجال تحديث الإدارة القضائية وتبادل الممارسات الجيدة المتعلقة بها، وكذلك المعلومات المتعلقة بتطوير المعايير في المجال القضائي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.