مذاكرات في العقيدة والصحبة والأخلاق

voltus30 مارس 2021آخر تحديث :
مذاكرات في العقيدة والصحبة والأخلاق

في الليلة الرقمية 46 للطريقة البودشيشية
مداغ: 30/3/2021 مساء السبت 27 مارس 2021، وعبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى، كان لمتابعي ليالي الوصال الرقمية “ذكر وفكر في زمن كرونا “، التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، موعد مع النسخة السادسة والأربعين منها، وعرفت هذه الليلة الروحية مشاركة ثلة من العلماء والمثقفين والمسمعين، كما تم عرض شهادات لمريدي الطريقة من داخل المغرب وخارجه، أعربوا من خلالها عن الأثر الإيجابي للتربية الصوفية التي يتلقونها في الطريقة على حياتهم.

تم افتتاح هذا السمر كالعادة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الشيخ سعيد مسلم من الدار البيضاء، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى للدكتور سعيد بيهي، أستاذ التعليم العالي جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيس المجلس العلمي المحلي مرس السلطان الفدا -الدار البيضاء، الذي افتتح سلسلة علمية جديدة حول “العقيدة الأشعرية وأصولها”، متناولا في الدرس الأول “مدخل إلى العقيدة الإسلامية”، تطرق من خلاله الى تطور العلوم الاسلامية وأصناف الفهوم، وبين الخلل في الفهم والانتحال والغلو، من خلال التركيز على المظاهر في التدين دون أن يفهموا عن الله مراده، مؤكدا أن الشريعة علم بالله وشرعه، كما تتبع السياقات التاريخية والفكرية التي ستؤدي إلى ظهور العقيدة الأشعرية التي هي ثابت من ثوابت الأمة المغربية.

أما المداخلة العلمية الثانية، فكانت للدكتور رشيد اكديرة، باحث في الدراسات الصوفية، الذي دارت مداخلته حول “كلام أهل الله بين العبارة والإشارة وإشكال الفهم والتأويل”، حيث أكد على أن المعرفة الصوفية تنهل من معين المعرفة القرآنية، مؤكدا أن الصوفية حين استعملوا الرمز والإشارة إنما كان ذلك للتعبير عن أحوالهم ومواجيدهم القلبية والروحية، حيث تحولت إلى لغة حاملة لمعنى صوفي خالص.

فيما كانت المداخلة العلمية الثالثة باللغة الفرنسية للأستاذ محمد السعيدي، باحث في الدراسات الشرعية والمالية من فرنسا، والتي تناولت مناسبة النصف من شعبان، مبينا حرمتها وفضلها وعظمتها، داعيا إلى اغتنامها والتعرض لنفحاتها.

لتعقبها المداخلة العلمية الرابعة للدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، حول موضوع “التقوى وأثرها في حياة المسلم”، بين من خلالها أن التقوى أساس السير إلى الله، بها تحصل العبادة والخشية ومعية الله، مبرزا لمعانيها، ومستشهد بالقرآن والحديث الشريف في بيان آثارها على العبد، من صفاء الروح وطهارة القلب وسعة الضمير والإخلاص، وانها براق القلوب إلى حضرة علام الغيوب.

أما المداخلة العلمية الخامسة فكانت باللغة الإنجليزية للدكتور علي زكي، تناول فيها الطريق إلى الله ودور التصوف والمحبة في الرقي الحضاري للإنسان المعاصر في طريقه إلى الله سبحانه وتعالى، مستشهدا بتجربة رابعة العدوية في العشق الإلهي.

فيما كانت المداخلة الأخيرة في هذا السمر الوصالي للدكتورة رشيدة عزام، خبيرة في المالية ومتخصصة في التصوف، مسترسلة في سلسلة “ما يلزم من الآداب لدخول حضرة رب الأرباب”، حيث خصصت درس هذه الليلة لأدب المريد مع الشيخ المربي، مبينة أن صحبة الشيخ تزرع الأدب في المريد، فهي منة من الله موردة مقولة لابن عطاء الله السكندري “سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يصل إليه”، مشيرة إلى أن صحبة العارفين تقتضىي آداب من يجالس أهل الله، وذلك قصد الانتفاع من صحبتهم.
بعد ذلك، تم عرض شريط تربوي حول خلق كظم الغيظ، وتخللت هذه الليلة الروحية كالعادة وصلات من السماع والمديح الصوفي لمنشدين من المغرب( سلا، القنيطرة، مداغ) ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب مشاركة المجموعة الوطنية للمديح والسماع وبرعمات الطريقة بمذاغ.

واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم لفضل ليلة النصف من شعبان، أعقبها برفع الدعاء الصالح سائلا المولى عز وجل الحفظ لمولانا أمير المؤمنين وولي عهده، وبلد المغرب وصحرائه، وسائر بلاد المسلمين والإنسانية جمعاء.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading