كلمات قد نظنها ؛ تتساقط على كنة الرؤوس كمطر الرعد البارد صيفا..كلمات كلها مواجع ومآسي وتراجيديا بشرية قد نكتبها بحق على مضض، وبدون سابق إنذار..!!؟؟ عندما نسطر كلماتنا في كذا لحظات مؤثرة، كي ندون عبرها آلام وأوجاع ومكابدة أصناف من بني البشر..هم يعيشون بيننا ..!!؟؟
يقع ذلك ؛حينما نركز فيهم النظر لمرات عديدة، وتنطق معها لغة اللحظة ذاتها التي قد نتجنب توظيفها واستعمالها لحمولتها من وشائج وآلام وأحزان وما تعبر عنه ، وتصفه عن حياة الوحدة والتشرد والتيه..!!؟؟ إنها تصورات ولقطات و مشاهد تخطفها العيون المبصرة فجأة، وتبقى في الذاكرة.. وتعود من بعيد كي تتضامن مع كل تائه و متشرد ومتسكع و بهالي زمانه..!!؟؟
هم بيننا نائمون ..مستلقون بأشباح اجساد بشرية على أرصفتنا هناوهناك.. هم يقطنون شوارعنا على الدوام..!!؟؟لا بيوت لهم ولامأوى يلجأون إليه..لا يعرفهم منا أحد..هم الغرباء في كل شيء..هم الغرباء عن الغربة نفسها..يحملون معهم أثقال وتعب و غدر وصروف الدهر..ولمواجع شتى من الأحزان..يكابدون ولا يشتكون لأحد..قد تظنهم حمقى او مجانين زمانهم..لكنهم ليسوا من تلك الفصيلة..هم أعقل من ما نتصور عنهم..هم قد اختاروا الهروب عن سربهم..فقدوا الثقة فيما بقي من سنين العمر..يئسوا من العيش.. واختاروا الوحدة والتسكع والتشرد والبوهيمية والتيه..!!؟؟ هاربون من القبح والظلم وجور الإنسان لأخيه الإنسان عن صراعات ومطاحنات كلها عن تراب فوق تراب الأرض، التي على وجهها نقضي أعمارنا طالت أم قصرت وبعدها نودع ..!!؟؟
وكل ما على دنيانا تراب، لأنه في الأخير يتحول إلى جوفها مهما طال المقام لما يبلى ويتقادم مع مرور الزمان . ولنا في طول الزمان الذي عاشه قوم نوح عليه السلام لأكبر دليل على المصير المحتوم الذي ينتظر كل مخلوق بشري..!!؟؟
إذن ؛ نحن فوقها كلنا مسافرون..راحلون..لا مساكن دائمة لنا بل مساكننا ها هناك.. هي قبورنا التي تنتظرنا تحت الترى ..!!؟؟
تراهم نائمون على الدوام ..!!؟؟
هم في انتظار الموت..!!؟؟
هم موتى زمانهم..!!؟؟
فقدوا الهوية و النسب..!!؟؟
فقدوا ما يربطهم بالحياة و بالأرض..!!؟؟
هم في انتظار موت قادم..!!؟؟
في أي لحظة قد يزورهم.. وقد لا يزورهم..!!؟؟
هم نائمون..!!؟؟
هم شاردون..!!؟؟
هم حزانى..!!؟؟
يمر الراجلون بالقرب منهم..لا يصحون ولا يهتمون..!!؟؟
نائمون ولا يبالون..!!؟؟
أذرعهم و الأرض و سائد لهم..!!؟؟
افرشتهم هوان فوق هوان..!!؟؟
هم موتى.. !!؟؟
أجساد تغطيها أسمال بالية
وجوه تتألم،سوَّدَها تعبُ السنين
وشعر طويل أشعت ..أغبر
◾هم في انتظار الموت القادم..الذي يحملهم لعالم الرحمة والعدل..وما كلماتنا إلا كي نلتفت إليهم.. ونترحم عليهم..!!؟؟
إنهم لا يتسولون..!!
و لا يحملقون..!!
ولا يهتمون ..!!
ولا يركزون النظر في أي بشر كان..!!
يعيشون في عالم بطقوس خاصة لا يشاركون فيها أحدا وهي تربطهم بعالمهم الفريد من نوعه الذي اختارونه لأنفسهم لأسباب نجهلها أجمعين..!!؟؟
إذن؛ هم ليسوا بحمقى ولا مجانين زماننا..!!؟؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.