رغم ان قضية الصحراء المغربية قضية عربية وشأن عربي داخلي تعني الشعب المغربي الا ان دخول اليسار الصهيوني عليها نقلها الي العالمية على مدار أربعة عقود فقط في ظل غياب المثقف المغربي عن الساحة الاعلامية في الغرب ونشاط محموم للمنظمات اليسارية الصهيونية لتصوير هذا الصراع الكاذب علي انه قضية حقيقية ونقله من مسألة عربية مغربية داخلية الي مسألة عالمية ادت لغاية اللحظة علي الاقل برسم خارطة سياسية جديدة للمغرب علي مؤشرات البحث العالمية كالغوغل او الفيس بوك التي تظهر الخارطة السياسية للمغرب ناقصة من جنوب المغرب وتسميته ظلما و بهتانابالجمهورية العربية الصحراوية الاشتراكية الديموقراطية!
ومع ان العالم يعيش ثورة اتصالات كبيرة وثورة اعلامية ضخمة الا اننا لا نرى اثرا لدور المثقفين والاعلاميين المغاربة علي هذه القضية العربية المحقة بان الصحراء هي جزء لا يتجزء من المغرب الذي هو جزء من الشمال الافريقي والذي لا يمكن فصل مجتمعاته في اطار انظمة وظيفية جديدة تثخن شعوب العالم العربي بمزيد من التفتت والانقسام الذي يكرس التناحر والحروب بين مجتمعات المنطقة .
النشاط المكثف للبوليساريو في دول الغرب من خلال المؤسسات والاحزاب اليسارية ادي الي نتائج كبيرة جدا غربيا في عملية اظهار المغرب كدولة احتلال تشبه الي حد بعيد كيان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين رغم ان الفوارق كبيرة جدا ويضاف الي ذلك حجم الضخ المالي الكبير الذي تنفقه الجزائر علي هذا الصراع الكاذب في دعم المؤسسات اليسارية التي تتبنى القضية الصحراوية في العالم الغربي .
عند البحث عن خارطة المغرب علي غوغل او علي فيس بوك سيجد الباحث ان خارطة المغرب لم تعد هي الخارطة المرسومة في اذهان العرب ! فالجزأ الجنوبي تم فصله وتأسيس دولة تحت مسمى الصحراء الغربية !
تعمل المؤسسات الصهيونية في العالم الغربي علي خلق دوائر نزاع جديدة بين العرب والمسلمين ولم تعمل يوما واحدا لايجاد حل يوقف النزاع لان ديمومة النزاع واستمراريته يسمحان بتغلغل الصهاينة بين ابناء المجتمعات العربية ، فالدولة الصحراوية المزعومة يوجد لها ممثلين في كثير من دول العالم وجميع هؤلاء الممثلين او ما يسمى بالسفراء لا يوجد منهم اي عربي واحد من ابناء الصحراء ! ولا حتي اي شخص ينتمي للامة العربية فكيف لدولة تسمي نفسها بجمهورية الصحراء العربية الديمقراطية ان يكون كل سفراءها وممثليها في الغرب من الاجانب !!؟
كذبة الصحراء الغربية التي اصبحت حقيقة فقط علي مؤشرات البحث العالمية بعدما وظف اليسار الصهيوني علاقاته العالمية لتفتيت الامة العربية ورسم خرائط لها لا تعتمد علي الحقائق التاريخية او الجغرافية او الديمغرافية بنشاط مركز وممول ماليا من الجزائر ضخت به مليارات الدولارات في معركتها الاشتراكية التقدمية ضد النظام الملكي المغربي لايجاد ممر لها الى الاطلسي اثمرت من خلال الوصول الي مفاصل الاعلام الغربي الذي يسيطر عليه تيارات الصهيونية التي تتغلغل في الاحزاب اليسارية الاوروبية كما تتغلغل في مؤسسات وشركات تكنولوجيا الاتصالات من خلال علاقات وتأثير مندوبي ما يسمى بالصحراء الغربية الاجانب في دول الغرب.
لقد نجحت مخططات اليهودي المغربي الراحل ابراهام السرفاتي الذي كان احد اهم مؤسسي فكرة فصل الصحراء الغربية عن المغرب والذي كان احد اهم اليساريين اليهود المغاربة الذي لعب دورا مزدوجا لتدمير بلده والامة العربية الاسلامية فهو كان يرفض الفكر الصهيوني في اقامة دولة يهودية في فلسطين المحتلة وكان يعمل من اجل اقامة دولتين فلسطينية ويهودية ! الامر الذي ادي الي استقطاب فكره التدميري حتي لليسار الفلسطيني .
الاعلام المغربي والمثقفين المغاربة والفعاليات الاجتماعية المغربية عليها العمل سوية وبزخم اكبر للتصدي لتقسيم المغرب قبل فوات الاوان عوضا عن التناحر وسقوط المغرب كاملة فريسة للصهيونية العالمية لتدميرها في حروب مع الجزائر ومع الصحراويين الذين سيكونون بيادق لتنفيذ مخططات صهيونية تسعى لخلق دائرة صراع جديدة لاستنزاف الامة مالم يتعاونوا مع اهلهم في المغرب لايجاد حل لهذا الصراع المفتعل، كما ان ذلك ينسحب علي الاعلام الجزائري والقوى الجزائرية الحية للتصدي لاي مشروع يسعى للنيل من وحدة المملكة المغربية الشريفة. ومن هنا جاءت فكرة تاسيس الاتلاف الوطني للدبلماسية الموازية لتلعب دور مزدوج ، دبلوماسي و اعلامي في اًن واحد لتكون بذالك قنطرة عبور الدبلوماسية المغربية الى دول كان المغرب غاءب عنها وكان اعداء الوحدة الترابية يجدونها منطلقا لابواق الدعاية المغرضة و المزيفة لقضيتهم الوهمية خصوصا بامريكا الجنوبية ، الى ان السنوات الاخيرة شهدت تراجع الكثير من هذه الدول عن دعمها للجمهورية الوهمية ولم يبقى منها الا دولتين و هما فنيزويلا و المكسيك و هكذا تساقطت اوراق الخريف للبوليساريو وتعرت عورتها من خلال نضالات الاقلية المغربية المتواجدة هنا وبامكانيات ضعيفة ، لكن عزيمتنا اكبر و حبنا لوطننا وايماننا بعدالة قضيتنا جعلنا نقف في وجه الجزاءر و البوليساريو وكبدناهم خساءر في الكثير من المواقع و النزالات
ابو نعمة نسيب- كريتيبا- البرازيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.