لعل الساهرين على تحرير موقع تلكسبريس ما زالوا يعيشون على ما قبل حكومة التناوب، حين كان النواب الاستراكيون يشنفون أسماع الشعب المغربي خلال مشاركتهم ضمن فرق المعارضة بالبرلمان بصياحهم و مداخلاتهم التي كانت تتسم برفع الأصوات، ناسين أو متناسين أن حكومة التناوب كانت بمثابة مقبرتهم السياسية التي جعلتهم أضحوكة لدى الشعب اللهم المناضلين الحقيقيين الذين فضلوا الإبتعاد في انتظار ضخ دماء جديدة و عودة الحزب إلى قوته التي كان عليها في السابق. فهذا الموقع، و حسب المتتبعين للشأن الإعلامي بالمغرب، يعتبر رائدا في النفاق الإجتماعي و السياسي ضاربا عرض الحائط جميع المبادئ و النضالات الحقيقية للطبقة الكادحة و الهيئات الإعلامية و الحقوقية .
و يبقى مقال يومه الإثنين 30 يوليوز 2018 تحت عنوان ” يونس مجاهد يترأس أكبر تجمع عالمي للصحافة الإلكترونية على وجه الأرض ” خير دليل على ما ورد أعلاه بل و خير دليل على الغل الدفين الذي يكنه الساهرون على الموقع للإعلامي المغربي عامة و الإعلام الإلكتروني خاصة إضافة إلى نهجه سياسة الكذب و البهتان خاصة عندما اعتبر أن الموقع الإلكترونية المنضوية تحت لواء التنسيقية جميعها غير قانونية و كأن لديهم اللائحة الخاصة بالتنسيقية و لديهم أيضا تصريحات من وكلاء الملك بجميع محاكم المملكة يؤكدون من خلالها أن كل هذه المواقع لم تقم بالملاءمة . لكن الحقيقة التي لا يمكن أن نخفيها و “نغطي بذلك الشمس بالغربال” أن لدى هؤلاء غلا مباشرا تجاه الصحفي المقتدر “يونس مجاهد” و نقابته التي فتحت ذراعيها لهذه التنسيقية رافضة إقصاء المواقع الجادة و النشيطة بسبب القانون المجحف للصحافة و النشر .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لقد كان اللقاء الذي تحدث عنه المقال قبيل انتخابات المجلس الوطني فلماذا انتظر الساهرون على موقع تلكسبريس إلى ما بعد هذه الإنتخابات و عدم ظفرهم بالرئاسة؟ ليكون الجواب أنهم انسحبوا لكونهم كانوا ينظرون إلى المجلس الوطني للصحافة و كأنه كعكة و لن يكون بإمكانهم أكل الكثير منها .
و عودة إلى مقالات موقع تلكسبريس فالملاحظة المهمة تبقى أن جلها يخضع لنظام (copier coller) و يلعب على العناوين المثيرة لجلب القراء .
و في ختام هذه المداخلة أود أن أسأل الساهرين على الموقع السالف الذكر :
- هل تؤمنون بأن الدستور هو أعلى قانون بالمغرب ؟ إن كان نعم فكيف تفسرون أن المادة السادسة منه تنص على عدم رجعية القوانين فيما قانون الصحافة ضرب هذه المادة عرض الحائط ؟
- ربما تعلمون أن البطاقة الصحفية المهنية كانت تقدمها وزارة الإتصال لمن يطلبها، فكيف جعلها القانون الجديد ضرورية، لدى مدير النشر، للملاءمة معه ؟
- هل فكرتهم، حين طالبتم بإغلاق المواقع الغير ملائمة، في مصير من يعملون بالمجال الإعلامي الرقمي المعني أم أنها الأنانية هي التي تطغى على تفكيركم ؟
فبالأمس كنتم تطبلون لتأسيس المجلس الوطني للصحافة و النشر و اليوم بعدما فشلتم في التربع على كرسي ترأسه انقلبتم ضده و ضد مجاهد و البقالي و كل من يدعمهما و يدعم النقابة من قريب أو بعيد . حقا إن كنتم لا تستحيون فافعلوا ما شئتم …….
بقلم الاستاذ : عبد السلام حكار
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.