أسباب قسوة القلوب

voltus30 مارس 2017آخر تحديث :
أسباب قسوة القلوب

تتنوّع شخصيات الناس وطباعهم، ونظراً لكون الإنسان اجتماعياً فإنه لا يستغني عن الناس، فيلجأ إلى التعامل معهم وعقد العلاقات والصداقات، فيتفاعل معهم ويؤثر ويتأثر بهم، وقد يصادف خلال حياته غلاظ القلوب بحيث يكونون قساةً في التعامل وسيئو الطباع وعنيفون، وبعيدون كل البعد عن التهذيب، والذوق، والرحمة، واللين، ويؤدّي موت القلب وقسوته إلى موت الشعور بالندم وتأنيب الضمير وبالتالي فإن صاحبه يظلم، ويقسو، ويجرح دون أدنى إحساسٍ بمن جرح وظلم.
تتعدد أسباب قسوة القلوب، ومنها ما يلي: البعد عن الله سبحانه وتعالى، فيعد الإيمان بالله والقرب منه من أكثر الأمور التي ترقّق القلب وتلين طباع الإنسان، فتصبح دمعته قريبةً وقلبه خاشعاً ونفسه طيّبة، وفي المقابل نجد أنّ البعيدين عن منهج وشرع الله عزّ وجل يتسمون بالقوّة المفرطة السلبية والعنف والشدة.

 حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة.

 الأفكار الدارجة والمنتشرة بالوراثة وبحكم طبيعة المجتمع التي تزرع في الإنسان ضرورة القسوة حتى يكون مهاباً وقوياً.

 رفاق السوء الذين يغمسون الإنسان في أجواءَ سيئةٍ ويبعدونه عن الله وعن حبّ الخير فيكون قضاء الوقت معهم فيما لا يليق. التربية الخاطئة التي تقوم على أساس أن يكون الإنسان غليظ القلب ما دام رجلاً.

 طبيعة البيئة التي تحيط بالإنسان، إذ تؤثر البيئات القاسية وذات الظروف المعيشية السيئة على طباع وطريقة تعامل الإنسان مع من هم حوله، والعكس صحيح.

 عدم التفكير في الموت. كثرة ارتكاب الذنوب والمعاصي والكبائر أحياناً.

 هجر القرآن الكريم، وهو كلام الله الذي يزلزل المشاعر من خلال الحديث عن قصص الأقوام السابقة والعذاب والثواب أيضاً، كما أنّ قارئ القرآن رقيق القلب، وفي المقابل فإنّ هاجره قاسٍ وكأن على قلبه غبارٌ فلا يحس ولا يلتفت لشيء.

لقسوة القلوب وموتها دلائلُ وعلاماتٌ تظهر على الشخص وتكون فيه، ونذكر منها ما يلي: الأنانية وتفضيل الذات على الآخرين، والتصرّف فقط وفق الأهواء والمصالح الشخصية.

 عدم فعل الطاعات والخيرات، إذ تطغى الدنيا وحبها على الآخرة لدى الإنسان. أن يكون شيئاً عظيماً كالموت هيناً بسيطاً لا يهتز له.

 عدم الخشوع عند سماع القرآن وعدم الاتعاظ من تحذيره ونواهيه أو الخوف من الله وعقابه وعذابه.

 الامتناع عن تقديم أي معونةٍ أو مساعدةِ للغير كالفقراء والمحتاجين والأيتام وغيرهم.

يمكن التخلص من هذه المشكلة العظيمة من خلال ما يلي: التقرّب من الله سبحانه وتعالى بالخيرات والإيمان والأعمال الصالحة.

 التردّد على حلقات الذكر وسماع قصص الدين وأحكامه.

 مساعدة الفقراء والمحتاجين.

قراءة القرآن بتفكرٍ وتأملٍ وتدبر معانيها ومدلولاتها.

 جعل الموت نصب العينين، وتذكره طوال الوقت إذ يعدّ رادعاً ومليّناً لقسوة القلوب.
يجدر ذكر أنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ضرب أروع الأمثلة وأبرزها في الرحمة ولين القلب، وقد قال الله عز وجل عنه في محكم التنزيل في القرآن الكريم “وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”، فكان رحيماً في تعاملاته وفي تعليمه لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
بقلم : عمر دغوغي الإدريسي

 


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading