إن الواقع برمته لا يخلو من التناقضات ابتداء من المجتمع المشاعي إلى اللحظة ، والتي نرى أن الرأسمالية الإمبريالية قد وصلت إلى أوجها وبدأت بالإنهيار ولعل خير دليل على ذلك الأزمة الإقتصادية التي تمر بها الدول الأروبية ، وعلى مر العصور كان الإنسان المقهور في كر و فر مع مالكي وسائل الإنتاج .
ففي المجتمع المشاعي كانت المرأة متحررة ومتساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل ، بيد أن العلاقة الجدلية بين وسائل الإنتاج وقوى الإنتاج التي بدأت ترتسم ملامحها مع بزوغ المجتمع العبودي ، وصولا إلى المجتمع الإقطاعي حتى اللحظة .
إن المتتبع للتطور الجدلي عبر التاريخ يلاحظ أن “قضية المرأة” قضية طبقية، تشكل إشكالا أو لنقل عقدة لا بد من فك شفراتها لكونها نصف المجتمع ، وذلك بتكسير الأنظمة الرأسمالية (الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج) فبتغير وضع المرأة تاريخيا ندرك ذلك التطور على مستوى البنية الفوقية في علاقتها بالبنية التحتية كأساس مادي والمحرك للبنية الفوقية باعتبارها مجموع العادات والتقاليد والدين والثقافة وهلم جرا.
هذا ما يجعلنا كمثقفين نقف مبتعدين حول فكرة اختزال المرأة في يوم واحد سنويا ، لأن هذا الطقس يقزمها ودورها وفعاليتها ، لدى فتحرير المرأة مرتبط أساسا بالبدرة كما يقال : أي جودة البدرة هي المحددة للثمار … فمن يقول أن هذا اليوم يعيد كل الكرامة والعدالة والحق للمرأة فهو يعيش في سبات عميق ، وفي هذا الصدد نكون ملزمين أن نقف موقف الرجال اتجاه هذه القضية ، ولا أقصد هنا بصفة “الرجولة” الذكور بل تلك الجرأة على كشف عباءة الزيف المروج لها وكذا كشف الأنساق المضمرة والخفية خلف شعارات وحملات ظاهرها يحمل عكس أغوارها .
وبيني وبينكم أجدني محتارا أحزن أحيانا وأضحك في كثير منها على من يدعي أن هذه المعنية فعلا حرة وتتمتع بكافة ما يمكن أن تنعم به أي أنثى على هذه الأرض السعيدة إن صح التعبير ؟؟؟
والدليل على ما تم ذكره هو ما أصبحنا نلاحظه من تنامي نسبة العنف والإغتصاب الممنهجين في حقها ، هذا بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الطلاق حتى أصبحنا نسمع بإسم مشوه جديد يطلق على بعض العينات النسائية : إنه لقب “الأمهات العازبات” فأي حرية هذه ؟ وأي عيد هذا الذي نحتفل به ؟ وأي شعارات فضفاضة التي نحن نهلل لها ؟
لذلك وعوض أن نتحذث عن اليوم العالمي للمرأة ، أو بتعبير دقيق سويعات من هذا اليوم نبرمجها للحديث عنها ، يجب علينا إشراك هذه العينة في المجتمع لا عزلها واعتبارها عنصرا ثانويا ، وفعل الإشراك هذا يعني المساهمة في إظهار المرأة الواعية بحقوقها وواجباتها ، ومن تم عوض أن يهتف بعض “الإنتهازيون ” بحقوقها ستصبح هي من يدافع ويكافح من أجل ذلك ، وهذا يعني أنها ستعي جيدا معنى الحرية والمساواة الحقيقيين كما عرفهما العديد من المفكرين والباحثين، لا كما تعرفهما بعض الأبواق الإعلامية التي لا نعرف لا رأسها ولا قدميها
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.