لأسباب مختلفة يترعرع الكثير من الصبيان اما في كنف الام او الخالة وسط اخواتهم البنات، ما يعني ان اول سنوات عمرهم تكون ضمن أجواء انثوية بحتة، خاصة في المجتمعات المحافظة، وهذا يجعلهم لا يعايشون سوى الجانب الانثوي من الحياة ما قد يترك اثرا كبيرا على نشأتهم وحياتهم كشباب.
في هذا الصدد تروي اولغا كافاليورو الخبيرة في الشؤون التربوية في جامعة كوستاريكا بعض مشاهداتها عن صبيان عاشوا ضمن هذه الظروف ويتصرفون كما البنات لانهم لم يتعلموا تصرفات الصبيان عندما كانوا أطفالا.
فهم مثلا يظهرون حبهم للألوان “البناتية” كاللون الوردي ويفضلون اللعب بألعاب البنات مثل دمى باربي ومثيلاتها او عربة اللعب ويفضلون ملابس البنات ويحاولون انتعال حذاء كعب عالي.
أما الأطفال الذين ينشأون في محيط متنوع يختار ألعابا كالسيارة او الطائرة او المسدس، أي ألعاب فيها بعض الخشونة ويحاول إظهار قوته كصبي.
وفي الكثير من الأحيان يتصرف الصبي كما اخوته البنات، فعلى سبيل المثال عندما يراد التقاط صور له يقف مثل عارضة الأزياء كما تفعل اخته ويطلب من أمه وضع لمسات من المكياج على وجنتيه او احمر الشفاء وبعض الامهات يجارين ابنهن دون ادراك تأثير ذلك.
في هذا الصدد تقول كافاليورو ان بعض العادات الخاطئة التي تعتبر بريئة قد تكون السبب وراء ضياع هوية الصبي الجنسية، والمشكلة ان بعض الأمهات يتندرن أحيانا بسلوك ابنهن بتقليده في ملابسهن ظنا منهن ان ذلك مجرد سلوك طفولي، لكنه من المحتمل ان يسبب مشكلة كبيرة في المستقبل كالانحراف الجنسي، وبالاخص اذا لم يعط الاب اهمية لذلك من البداية ويؤدي دوره كمرشد لابنه في مراحل نموه الجسدي والجنسي.
التوعية على الفوارق
مع ذلك تضيف الطبيبة قائلة: تفضيل الصبي الصغير للألوان الوردية او اللعب في عربة اللعب ليست دائما إشارة تثير مخاوف الوالدين، ويجب عدم الاعتقاد بانه صبي في جسد بنت، فالكثير من الابناء كانوا امضوا كل طفولتهم يلعبون بلعب اخوتهم البنات لكنهم الآن شباب ولديهم عائلات، مع ذلك يجب مراقبة الصبي خاصة في عمر الثالثة والرابعة لانه العمر الذي يبدأ بالتعرف فيه على محيطه وجسده لتكوين نفسه كذكر، والمهم إفهامه من دون تعنيف او سخرية بانه صبي وسط اخوته البنات ويختلف عنهن، واذا كان في سن السادسة او اكثر بالامكان شرح الفوارق الجسدية بينه وبين اخته، مع مساعدته على اختيار الالوان والالعاب التي تناسب الصبيان.
ايضا الانتباه الى سلوكه واختيار المواضيع التي تثير اهتمامه كصبي مع اختيار الالعاب التي تتناسب وطباع الصبيان. والمهم ايضا حرص الأم على معرفة اصدقائه سواء في المدرسة او في الحي ويجب ان لا تقتصر المعرفة على البنات واقناعه بوجوب مصادقة صبيان من عمره واللعب معهم.
قصص أبطالها ذكور واستشارة نفسية
وتلعب القصص التي ترويها الأم او الجدة دورا في حياة الصبي، لذا يجب ان تكون قصصا شخصياتها ذكورية وانثوية ولا تقتصر على قصص مثل الحسناء النائمة او الثعلب والفتاة ذات القبعة الحمراء، بل روايات لشخصيات اسطورية او فنية او رياضية معروفة فهذا يكوّن لديه صورة ذكورية يمكن الاقتياد بها لكن المهم عدم محاولة الأم تهميش صورة الوالد في ذهن ابنها فهذا له تأثير سلبي على تكوين شخصيته وقد يعتقد بانه من الافضل ان يكون بنتا.
الا ان اولغا كافاليورو تنبه الى امر مهم، فقد تكون تصرفات الصبي وسلوكه الانثوي مرده خلل هرموني او جيني لديه، لذا يجب التوجه الى طبيب متخصص لاجراء التحليلات المخبرية اللازمة، فاذا كان كل شيء على ما يرام لكنه يواصل تصرفاته الانثوية يجب استشارة طبيب نفسي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.