المرشحة الديمقراطية تفقد زخمها، في حين يواصل دونالد ترامب جذب الكاميرات. هل هيلاري كلينتون بصدد فقدان ميزتها في حملة الانتخابات الرئاسية؟
بدأ القلق يظهر في المعسكر الديمقراطي، على بعد 67 يوما من موعد التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية. حسب استطلاع رأي أجرته ونشرته صجيفة واشنطن بوست إي بي سي في 13 غشت، حطمت هيلاري كلينتون رقما قياسيا في اللاشعبية، مع 59 % من الآراء السلبية في أوساط الناخبين المسجلين.
إذا كانت لا تزال الأوفر حظا في الانتخابات، فإن مسألة إدارة رسائل بريدها الإلكتروني عندما كانت وزيرة للشؤون الخارجية وعلاقاتها مع مؤسسة كلينتون، المتهمة من حين لآخر بالفساد من قبل دونالد ترامب، كل ذلك ألحق بها ضررا معنويا.
في نفس الوقت، يضاعف ترامب من تصريحاته، مما أثار فضول وسائل الإعلام. خرجته الأخيرة، تمت تغطيتها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام. رجل الأعمال، المعروف بإرادة بناء جدار عازل على الحدود المكسيكية، خلق المفاجأة بإعلانه على حين غرة عن قبوله القيام بزيارة خاطفة إلى المكسيك، على إثر دعوة وجهها له يوم الجمعة الأخير الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو.
هيلاري كلينتون المدعوة، هي الأخرى، لم تر أن من المناسب الرد بشكل إيجابي؛ الأمر الذي يمهد الطريق أمام منافسها. يقول فانسان ميشو، أستاذ التاريخ السياسي لأمريكا في شعبة العلوم السياسية في ليون، بهذا الصدد: لا ينبغي إساءة الظن بذلك، التحفظ النسبي لهيلاري كلينتون هو خيار استراتيجي”.
في حوار خص به فانسان ميشو الموقع الإلكتروني “فرانس 24″، يفك شفرة استراتيجية المرشحة الديمقراطية لمواجهة دونالد ترامب الحاضر دوما في المشهد الإعلامي، وإليكم نص هذه المحاورة:
سؤال: هل تكون هيلاري كلينتون قد أخطأت عندما امتنعت عن الذهاب إلى المكسيك وتركت دونالد ترامب يستقطب الاهتمام؟
جواب: سوف يحل دونالد ترامب بالمكسيك يوم الأربعاء القادم، وقد أراد اللعب على صورة يظهر فيها رجلا دولة، هو والرئيس المكسيكي جنبا إلى جنب دون زلة قدم أو عمل أخرق. باعتبارها وزيرة سابقة في الشؤون الخارجية، لا تحتاج هيلاري كلينتون للسفر إلى المكسيك لإظهار أن لديها معرفة ممتازة بالسياسة الخارجية. وعلى عكس دونالد ترامب، فإنها ليست في موقف صعب إزاء الناخبين من أصول إسبانية.
س: على ماذا تراهن هيلاري كلينتون؟ ما هو موقفها الآن من التواصل؟
ج: على خلاف منافسها الجمهوري الذي يعتقد أن “أي دعاية هي دعاية جيدة”، تلعب هيلاري كلينتون ورقة حملة انتخابية هادئة. إنها تراهن على ترك دونالد ترامب يطلق سجالاته المصحوبة بتصريحاته الاستفزازية وغير المنسقة حتى يغرق سفينته. لهذا السبب، امتنعت عن القيام بمثل ذلك. فبعد قبول المرشح الجمهوري التنقل إلى المكسيك، أجابت مشيرة إلى أن العمل على التقريب بين البلدين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بإصلاح أسابيع من الشتائم الموجهة لذوي الأصول الإسبانية، يستحق أكثر من “جلسة عادية لالتقاط الصور”. إنها ترفض بشدة أن تتداعى إلى إملاء برنامجها وجدولها الزمني تماشيا مع رغبة غريمها. هي تفضل قيادة حملة انتخابية كلاسيكية، دون التعرض للمخاطر ودون جعل حملتها تتوقف على المقابلات.بمقابلتين إلى أربع مقابلات في اليوم – أقل من ترامب – تأخذ المرشحة الديمقراطية وقتها للالتقاء بالأمريكيين العاديين، بالزعماء النقابيين وبالشخصيات السياسية المحلية.
س: إذن، لماذا نزلت شعبيتها إلى هذا الحد وفقا لاستطلاعات الرأي؟ هل فقدت حظوظها لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة الأمريكية؟
ج: في الوقت الراهن، تبقى هي الأولى في استطلاعات الرأي رغم انخفاض طفيف، وتلك ليست سوى ارتعاشات. وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، انتقلت نسبة حظوظها للفوز في الانتخابات من 90 % إلى 87 %، ويبقى أمامها ترامب متأرجحا بين 10 % و14 %. في بعض الولايات، مثل أوهايو أو فلوريدا، حيث تتوفر على تقدم مريح، قررت هيلاري كلينتون الامتناع عن بث فواصل لدعايتها المتلفزة حرصا منها على الاستخدام المعقول لموارد حملتها الانتخابية. ولعل هذا ما يفسر تراجع شعبيتها. بعد ذلك ومنذ مؤتمر الحزب الديمقراطي المنعقد أواخر يوليوز، شرع الأمريكيون في وضع انتصار الوزيرة السابقة في الشؤون الخارجية نصب أعينهم، مما أدى إلى تفاقم الكراهية تجاهها. من هنا هذا الارتفاع في نسبة الآراء غير المواتية.
متابعة احمد رباص
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.