إدرريس المؤدب ”
تساقط الثلوج بدوار تمضيت بجماعة مغراوة إقليم تازة ، صباح يومه الإثنين 22 دجنبر 2025 . ومحاولات متكررة لإزحاتها من الطريق الوحيدة ، التي تربط الجماعة بمجموعة من الدواوير المتفرقة .
ساكنة هذا الدوار و المناطق الجبلية المتواجدة على مساحات شاسعة متفرقة ، تستقبل فصل الشتاء الممطر بمزيد من التوجس والخوف ، من تغيرات الأحوال الجوية ، التي تؤدي إلى تساقط الثلوج وتعزلهم عن العالم الخارجي ، ما يجعلهم يلتزمون بالبقاء في بيوتهم الطينية ومباشرة أعمالهم اليومية بالقرب منها ، ورغم تدخل مصالح المجلس الإقليمي ، و فرق المديرية الإقليمية للتجهيز بتازة لإزاحة الثلوج عن الطرقات في هذه المنطقة المرتفعة ، وفتحها في وجه السيارات والعربات ، فإن ساكنة الدواوير والتجمعات السكنية المتفرقة تعاني من البرد القارس ، بحكم أن الثلوج المتساقطة تطمر منازلهم الطينية ، و تعزلهم بشكل نهائي عن العالم الخارجي .
مأساة ساكنة الأعالي داخل تراب جماعة مغراوة ، تكمن في كل الفصول الممطرة التي تأتي محملة بالثلوج ، ما يحد من تحركاتهم للتزود بالمؤن وحطب التدفئة ، هذا الأخير يعد من أساسيات الحياة لمقاومة البرد القارس ، والتقلبات الجوية القاهرة .
فبحلول فصل الشتاء تتغير الحياة في هذه المنطقة بشكل كلي ، وتتحول إلى روتين يومي لابد لكل الأسر أن تتعايش معه ، وإن اختلفت المطالب بين دوار وأخر ، فهناك في ظل هذه الأجواء الباردة التي تصل إلى مادون الصفر ، من يقطع صلة أبنائه بالمدرسة ، ويساهم اضطرارا في الهدر المدرسي ، على اعتبار أن الإنقطاع المفاجئ عن الدراسة ولو على فترات متفرقة يجعلهم متأخرين عن مواكبة الدروس والنجاح ، ومنهم من يقفل أبواب الحضائر على الماشية لعدم وجود مكان صالح للرعي ، والإكتفاء بما تيسر من الثبن ، والعلف المدعم الذي ينتهي قبل انتهاء فصل الشتاء . ما يجعلها تضمر و تفقد وزنها الطبيعي ، ناهيك عما يواجهونه من تهميش لعدم فتح المسالك الطرقية المؤدية لبيوتهم ، للوصول إلى أقرب نقطة على الطريق الإقليمية للتزود بالمؤن الضرورية ، والمواد الغذائية وكل ما يحتاجونه لمقاومة الطقس البارد ، والتضاريس الصعبة ، ووعورة المسالك الجبلية ،
في ظل هذا الإهمال والإكتفاء بكسح الثلوج التي تغمر الطرقات ، تظل معاناة ساكنة دوار تمضيت ودواوير أخرى مجاورة مستمرة ، بفعل افتقارهم لأبسط الخدمات الأساسية ، فالمنازل الطينية لا توفر لهم الحماية الكافية من البرد والثلوج ، والطرق غير المعبدة والمسالك الوعرة ، تجعل من الصعب عليهم التنقل أو طلب المساعدة في حالة الطوارئ . الشيء الذي يحتم على الجهات المسؤولة ، العمل على تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء في هذه المناطق النائية .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



