حاز عمل فني مغربي–إيطالي قُدم خلال دورة سنة 2025 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، جائزة “ميركورو ألاتو” التي تمنحها وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، والمعتبرة بمثابة “أوسكار” الدبلوماسية الثقافية الإيطالية.
وتكافئ هذه الجائزة سنويا، أبرز حدث تنظمه الشبكة الثقافية لوزارة الشؤون الخارجية الإيطالية عبر العالم، مؤكدة غنى الحوار الثقافي بين إيطاليا والمغرب، بحسب مؤسسة روح فاس، الجهة المنظمة لمهرجان الموسيقى الروحية العالمية.
وتضم هذه الشبكة 88 معهدا إيطاليا للثقافة موزعة عبر القارات الخمس، وتشرف على تنظيم آلاف التظاهرات سنويا بهدف تعزيز اللغة والفن والإبداع الإيطاليين، ودعم الحوار بين الثقافات حول العالم.
وخلال دورة 2025 للمهرجان، قدمت سفارة إيطاليا بالمغرب، والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، ومؤسسة روح فاس، حفلا موسيقيا فريدا جمع بين الموسيقى الباروكية الإيطالية والتقاليد العربية الأندلسية.
وقد جسد هذا اللقاء الفني بين الأستاذين أنطونيو غريكو ومحمد بريول، ثمرة حوار بين موسيقيين مغاربة وإيطاليين، الروح الكونية للمهرجان الرامية إلى جعل الثقافات تتحاور عبر الموسيقى.
وأشادت لجنة التحكيم بالدلالة الرمزية لهذا الحفل، وجودته الفنية، وقوة رسالته الداعية إلى الوحدة والحوار بين الثقافات والأديان.
وأعرب سفير إيطاليا لدى المملكة المغربية، باسكوال سالزانو، في تصريح أوردته مؤسسة روح فاس، عن ترحيبه “العميق بهذا التكريم الذي يبرز جودة العمل الذي أنجزه المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط وغنى الحوار الثقافي بين إيطاليا والمغرب”.
وأضاف أن الحفل الذي احتضنته فاس جمع بين تقاليد موسيقية مختلفة لكنها تتقاسم روح الانفتاح والبحث عن الانسجام، معتبرا أن هذه الجائزة تعكس قوة التعاون الثقافي بين البلدين وتشجع على مواصلة مشاريع مشتركة تقرب بين المجتمعات وتثمن التراث المشترك.
من جانبه، اعتبر رئيس مؤسسة روح فاس، عبد الرفيع زويتن، أن “هذا التتويج من قبل وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية يشرفنا ويشكل اعترافا دوليا بمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، الحدث الذي يكرس روح التسامح والسلام”.
أما مديرة المعهد الثقافي الإيطالي، كارميلا كاليّا، فأكدت أنها “تشعر بامتنان خاص لهذه الجائزة التي منحتها وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية وهيئة الإذاعة والتلفزة الإيطالية لهذا المزج الاستثنائي بين طقوس العذراء لكلوديو مونتيفيردي والموسيقى الأندلسية”.
وأضافت أن هذا المزج “تجلى في فضاء رائع هو باب المكينة، ضمن إطار مهرجان مخصص للموسيقى الروحية التي تقرب بين الثقافات وتعزز الحوار”.
ونوهت مؤسسة روح فاس بدور المدينة باعتبارها ملتقى تاريخيا للحوارات الروحية، ودور مهرجان الموسيقى الروحية منذ إحداثه سنة 1994 كفضاء لحوار مثمر، يتجدد الاعتراف بهما من خلال هذا التتويج الرفيع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



