متابعة : رحال الأنصاري
يعيش ريال بيتيس حالة من التوازن الفني الواضح هذا الموسم ويقف الدولي المغربي سفيان أمرابط في قلب هذا التحوّل بعدما نجح في إثبات نفسه كورقة تكتيكية لا يُمكن التخلي عنها داخل منظومة المدرب مانويل بيليغريني. فخلال الأسابيع الأخيرة لم يكتفِ اللاعب بتقديم مردود جيد بل برهن على أنه عنصر مؤثر يغيّر ملامح خط الوسط في اللحظات التي تميل فيها الكفة ضد الفريق.
وقد جاءت مواجهة جيرونا لتؤكد هذا المعطى من جديد؛ إذ ورغم خوضه شوطاً واحداً فقط بعد عودته من مهمة دولية مع المنتخب المغربي أنهى أمرابط اللقاء كثاني أكثر لاعب افتكاكاً للكرات في دليل على جاهزيته البدنية واستعداده للانخراط السريع في إيقاع المباريات. هذا التأثير الفوري يعكس قدرة اللاعب على قراءة اللعب وتنظيمه إلى جانب وعيه العالي بأدواره الدفاعية والهجومية.
بيليغريني بدوره بات يدرك تماماً قيمة هذا التوازن الذي يمنحه أمرابط إذ يستطيع المدرب الاعتماد عليه في تثبيت إيقاع الوسط ما يتيح له تدوير باقي الأسماء دون أن يتأثر الأداء. ورغم وفرة الخيارات، يظل الدولي المغربي خياراً مفضلاً لما يقدمه من صلابة وقدرة على افتكاك الكرات وذكاء في التمركز يمنح الفريق جرعة من الأمان والانضباط.
ومع اقتراب كأس أمم إفريقيا تبدو مخاوف بيتيس مبرّرة فغياب لاعب بهذا الحجم قد يضع المنظومة في اختبار صعب خلال فترة حساسة من الموسم. لهذا تعمل الإدارة التقنية على إدارة دقائق لعبه بعناية، سعياً للحفاظ على جاهزيته قبل البطولة وفي الوقت نفسه التجهيز لمواجهة فترة غيابه المحتملة.
على الجانب الآخر يظل مستقبل أمرابط مع الفريق مفتوحاً، في ظل كونه معاراً من فنربخشة. لكن الأداء الذي يقدمه حالياً يدفع النادي الأندلسي للتفكير بجدية في إمكانية ضمّه بشكل نهائي خاصة وأنه أثبت أنه أكثر من مجرد دعامة مؤقتة بل قطعة أساسية في المشروع الرياضي لبيتيس.
في المحصلة يظهر أمرابط هذا الموسم كأكثر من لاعب وسط تقليدي؛ إنه صمام أمان يمنح بيتيس الثبات والاتزان في أهم لحظاته ويبدو استمرار العلاقة بين الطرفين خياراً منطقياً تفرضه الحاجة الفنية قبل أي شيء آخر.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



