قدم أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، مداخلة سياسية بارزة خلال اجتماع لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة المنعقد يوم الأربعاء 19 نونبر الجاري، خُصّصت لمناقشة ثلاثة مشاريع قوانين تؤطر للانتخابات التشريعية لسنة 2026. وأكد التويزي أن هذه النصوص التشريعية تمثل مرحلة متقدمة في مسار ترسيخ البناء الديمقراطي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، منوها بتزامن النقاش مع الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال والخمسين للمسيرة الخضراء، وما رافقهما من إشادة ملكية بالمسار الوطني الموحّد، خصوصا في ضوء قرار مجلس الأمن 2797 المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. كما أشاد بدور القوات المسلحة الملكية والأجهزة الأمنية والدرك والقوات المساعدة والإدارة الترابية في حماية الوطن وضمان الاستقرار.
وفي مداخلته، أبرز التويزي أن مشاريع القوانين المعروضة جاءت تنفيذا للتوجيهات الملكية الواردة في خطاب العرش لسنة 2025، الرامية إلى إعداد الإطار القانوني للانتخابات المقبلة قبل نهاية السنة، مشيدا بالسرعة في التفاعل التي أبانت عنها وزارة الداخلية وفتحها باب التشاور أمام مختلف الفرقاء السياسيين. كما سجل أن المغرب راكم تجربة ديمقراطية نوعية تُرجمت في تنظيم ثلاثة استحقاقات انتخابية في يوم واحد رغم ظروف الجائحة، ما يعكس نضج المسار الديمقراطي ويؤكد ضرورة تطوير المنظومة التشريعية دون الإضرار بمبدأ الاستقرار القانوني أو خلق هواجس لدى الفاعلين السياسيين.
وشدد رئيس الفريق على أن مضامين النصوص الجديدة تنسجم مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تخليق الممارسة البرلمانية وإنتاج نخب سياسية كفؤة، مستشهدا بالرسالة الملكية في الذكرى الستين للبرلمان وبخطاب 13 أكتوبر 2000، الذي دعا إلى ربط السياسة بالكفاءة والنزاهة والفعالية. وأوضح التويزي أن الإصلاحات الجديدة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، أولها تعزيز مكافحة الانحرافات الانتخابية من خلال توسيع حالات فقدان الأهلية وتشديد العقوبات وإدراج الجرائم المرتكبة عبر التواصل والذكاء الاصطناعي ضمن المخالفات الانتخابية. وثانيها تحسين الشفافية عبر تبسيط مساطر الترشيحات وتعزيز سرية التصويت ورقمنة العملية الانتخابية. وثالثها دعم تمثيلية النساء والشباب، مثمّنا تخصيص اللائحة الجهوية للنساء وتشجيع مشاركة الشباب عبر تحفيزات جديدة.
كما كشف التويزي عن نقاش داخلي مهم داخل الفريق بخصوص المادة 51 مكررة، داعيا إلى التعامل مع العملية الانتخابية بروح التنافس وقبول النتائج والابتعاد عن التشكيك غير المؤسس الذي قد يمس بمصداقية الدولة، مع ضرورة صياغة دقيقة تمنع التأويل وتضمن الوضوح القانوني. وفي ختام مداخلته، أعلن رئيس الفريق استعداد الأصالة والمعاصرة للانخراط في ميثاق شرف بين الأحزاب المتنافسة في انتخابات 2026، يقوم على احترام القانون وصون نزاهة العملية الانتخابية وترسيخ القيم الديمقراطية، مؤكدا أن حماية صدقية الاستحقاقات مسؤولية مشتركة بين الإدارة الترابية والأحزاب والمجتمع المدني والإعلام وكل الفاعلين السياسيين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


